ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 17
(1-49)

ومشاعر متنوعة وكثيرة الى درجة يستطيع ان يستشعر بها مائة الف نوع من الآلام وينشد مئات الالوف من انواع اللذائذ. فضلاً عن أن له من المقاصد والرغبات مالا يمكن تلبيتها إلاّ من قِبَل مَن ينفذ حكمه في الكون بأسره.
فمثلاً: في الانسان رغبة ملحة شديدة للبقاء. فلا يحقق له هذه الرغبة الاّ من يتصرف في الكون كله بسهولة مطلقة، يفتح باب دار الآخرة بعد ان يسد باب دار الدنيا كفتح باب منزل وغلق آخر.
ففي الانسان الوف من الرغبات الايجابية والسلبية امثال هذه الرغبة، رغبة البقاء. تلك الرغبات ممتدة الى جهة الابد والخلود ومنتشرة في اقطار العالم كله. فالذي يُطمئن هذه الرغبات ويهدهدها ويضمد جرحي الانسان الغائرين، العجز والفقر، ليس الاّ الواحد الأحد الذي بيده مقاليد كل شئ.
وكذا في الانسان من المطالب الدقيقة الجزئية والخفية جداً تخص راحة قلبه وسلامته، وله ايضاً من المقاصد الكلية المحيطة ما هو مدار لبقاء روحه وسعادتها، بحيث لايمكن ان يحققها له الاّ من يبصر ما لايُرى من أرق حجب القلب ويهتم بها ويسمع ما لا يُسمع من أخفى الاصوات ويستجيب لها، ومن له القدرة على تسخير السموات والارض في وظائف جليلة كتسخير الجندي المنقاد للاوامر. وكذا فان جميع اجهزة الانسان ومشاعره تأخذ مكانة رفيعة بسر التوحيد، في حين تسقط الى هاوية سحيقة بالكفر والشرك.
فمثلاً: العقل الذي هو افضل اجهزة الانسان وارقاها ،ان استعمل بسر التوحيد، فانه يصبح مفتاحاً ثميناً بحيث يفتح الكنوز الإلهية السامية والوفاً من خزائن الكون، بينما اذا تخبط ذلك العقل في وحل الضلالة والكفر فانه يصبح آلة تعذيب ووسيلة ازعاج، بما يجمع من آلام الماضي الحزينة ومخاوف المستقبل الرهيبة.
ومثلاً: الشفقة والحنان، وهي ألطف سجية من سجايا الانسان

لايوجد صوت