لاشك فيه ان الاثر الواحد يصدر من صانع واحد، فالواحد يصدر من الواحد. وحيث أن في كل شئ وحدة، فهي تدل على أن الشئ أثر لواحد أحد وصنعته.
نعم! ان هذا الكون أشبه مايكون بزهرة مغلفة بالوف من ستائر الوحدة. بل هو انسان كبير جداً لبس ملابس الوحدة بعدد الاسماء الإلهية وافعالها الشاملة. وهو شجرة طوبى الخليقة تتدلى من اغصانها انواع من الوحدة، بعدد انواع المخلوقات.
نعم ان ادارة الكون واحدة، وتدبير شؤونه واحد، وسلطنته واحدة، وعلامته واحدة.. وهكذا واحد، واحد، واحد، الى ألف من الواحد.. وكذا الاسماء الإلهية وافعالها التي تدير هذا الكون كل منها واحدة، فضلاً عن ان كل اسم وكل فعل يحيط بالكون كله او بمعظمه، اي أن الحكمة الفاعلة في الكون واحدة والعناية فيه واحدة، والتنظيم الذي فيه واحد، والإعاشة واحدة والرحمة المغيثة للمحتاجين فيه واحدة والمطر النازل بشرى بين يدي رحمته تعالى واحد. وهكذا واحد واحد واحد.. الى الألف من الواحد.
وكذا الشمس التي تنشر الدفء لهذا الكون واحدة، والقمر الذي يبعث الضياء واحد، والنار التي تطبخ المأكولات واحدة، والجبال التي هي مخازن واوتاد ذات خزائن واحدة، والسحاب الذي يسقى البساتين واحد.. وهكذا واحد واحد واحد الى الألف.
فهذه الآحاد في العالم حجة باهرة كالشمس الساطعة تدل على الواحد الأحد وتشير اليه .
وكذا فان عناصر الكون وانواعه، كل منها مع كونها واحدة الاّ أن احاطتها بسطح الارض ودخول بعضها في البعض الآخر، واتحاد بعضها مع البعض الآخر بعلاقات قوية بل بالمعاونة، علامة ظاهرة بلا شك على أن مالك الكون ومولاه وصانعه واحد أحد.
العلامة الثانية والحجة التي تنتج كلمة ((لاشريك له)) هي: