ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 38
(1-49)

((جواب في غاية القوة والايجاز عن سؤال ذي شقين في غاية الأهمية يخص هذا المقام)).
 الشق الاول من السؤال:
انك تقول في هذا المقام: لقد احاط الحسن والجمال والعدالة بالكون. ولكن ماتقول فيما نشاهده من القبائح والمصائب والامراض والبلايا والاموات؟
الجواب: ان قبحاً يكون سبباً لانتاج انواع من الجمال او سبباً لإظهارها، يعدّ كذلك جمالاً. وان انعدام قبحٍ يؤدي الى إخفاء كثير من الجمال والى عدم ظهوره، لايعدّ قبحاً واحداً، بل اضعافاً مضاعفة من القبح.
فمثلاً: ان لم يوجد قبح كواحد قياسي، تصبح حقيقة الحسن نوعاً واحداً وتختفي مراتبه الكثيرة جداً ولكن بتداخل القبح فيه تظهر مراتبه. اذ كما تظهر درجات الحرارة بتداخل البرودة، ومراتب الضوء بوجود الظلام كذلك بوجود الشر الجزئي والضرر الجزئي والمصيبة الجزئية والقبح الجزئي تظهر الخيرات الكلية والمنافع الكلية والنعم الكلية واضراب الجمال الكلي. بمعنى ان ايجاد القبح ليس قبيحاً، بل جميل؛ لأن كثيراً من النتائج المتولدة منه جميلة. نعم ان الكسلان الذي قد يتأذى من المطر، لايقدح ضرره بالنتائج الخيرة التي جعلت المطر رحمة، ولايمكنه ان يبدل الرحمة الى نقمة.
أما الفناء والزوال والموت، - فكما اثبتت ببراهين قوية وقطعية في المكتوب الرابع والعشرين - فانها لاتنافي الرحمة العامة والحسن المحيط والخير الشامل. بل هي من مقتضيات هذه الامور. حتى الشيطان، فلانه سبب لتحريك النابضين الاساسيين لرقي البشر المعنوي، اي التسابق والمجاهدة، فان خلق نوع الشيطان خير ويُعدّ من هذه الجهة جميلاً.
بل حتى تعذيب الكافر في جهنم، أمر جميل، حيث قد تعدى بكفره

لايوجد صوت