ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 39
(1-49)

على حقوق الكائنات قاطبة واستهان بمنزلتها الرفيعة وحط من كرامتها.
ولما كانت هاتان النقطتان قد بحثتا بحثاً مفصلاً في رسائل اخرى نكتفي هنا بهذه الاشارة القصيرة.
 الشق الثاني من السؤال(1):
لنسلّم بهذا الجواب العام الذي يخص الشيطان والكافر. ولكن لِمَ يبتلي الغني المستغني الجميل المطلق الرحيم المطلق الخير المطلق، افراداً ضعفاء بالمصائب والشرور والقبائح؟
الجواب: ان جميع انواع البر والحسن والنعم آتية مباشرة من خزينة رحمة ذلك الجميل المطلق والرحيم المطلق ويرد من فيض احسانه الخاص. اما المصائب والشرور فهي نتائج جزئية قليلة فردية من بين كثير من النتائج المترتبة على قوانينه العامة والكلية، قوانين سلطان ربوبيته التي تمثل الارادات الكلية الجارية تحت اسم نواميس الله وعاداته، فتصبح تلك الامور من المقتضيات الجزئية لجريان تلك القوانين . لذا فلأجل الحفاظ على تلك القوانين ورعايتها والتي هى مبعث المصالح الكلية ومدارها يخلق - سبحانه - تلك النتائج الجزئية ذات الشرور. ولكن تجاه تلك النتائج الجزئية الاليمة يستغيث ويستنجد الافراد الذين ابتلوا بالمصائب والذين نزلت بهم البلايا فيمدّهم بامداداته الخاصة الرحمانية ويحسن اليهم باحساناته الخصوصية الربانية. فيظهر بهذا أنه الفاعل المختار وان كل شأن في كل شئ وثيق الصلة بمشيئته تعالى، وان قوانينه العامة ايضاً تابعة دائماً لإرادته واختياره، وان رباً رحيما يسمع نداء الذين يعانون من ضيق تلك القوانين العامة فيغيثهم ويمدّهم باحسانه عليهم. وانه بهذه الاحسانات الخصوصية والتوددات الخصوصية قد فتح ابواب تجلياته الخصوصية حيث قد فتح ميداناً لايحد ولايقيد لتجليات الاسماء

(1) جواب هذا الشق الثاني مهم جداً، اذ يزيل شبهات كثيرة. - المؤلف.

لايوجد صوت