ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 42
(1-49)

ان ثمرة كل شجرة ونتيجتها، تمثل لائحة تعريف للشجرة بحيث تحمل اشكال تلك الشجرة واحوالها واوصافها. وهي اعلان يفصح عن وظائف الشجرة ومنافعها وخواصها.. وهي خلاصة تبين وترشد الى امثال تلك الشجرة وانسالها والاجيال الآتية منها، وذلك بالبذور التي تحملها في قلبها.
وما يشار اليه باسم ((الظاهر)) هو:
ان الصورة التي تلبسها كل شجرة والشكل الذي تتشكل به هو حلّة قشيبة مزركشة، ولباس جميل مفصّل على قدّ الشجرة باغصانها واعضائها واجزائها، وقص على حسبها وزين على وفقها، فهو لباس دقيق موزون وذو مغزى عميق، بحيث يحوّل تلك الشجرة الى صورة كتاب، والى صورة رسالة، والى صورة قصيدة عصماء.
وما يشار اليه باسم ((الباطن)) هو:
ان الاجهزة العاملة في كل شجرة، هي مصنع عظيم بحيث يكيل بميزان حساس ادارةَ جميع اجزاء تلك الشجرة وجميع اعضائها وتشكيلها وتدبير امورها، وفي احلوقت نفسه يزوّد جميع اعضائها المتباينة ما يلزمها من مواد وارزاق بتوزيع وتقسيم وسوق ضمن انتظام متقن كامل وفي منتهى السرعة كسرعة البرق، ومنتهى السهولة كسهولة نصب الساعة، ومنتهى الوحدة والاتحاد كانقياد الجيش لأمر القائد، بحيث تتحير منه العقول.
حاصل الكلام:
ان اول كل شجرة عليبة صغيرة وبرنامج.. وآخرها نموذج ولائحة تعريف.. وظاهرها حلّة مزركشة ولباس مزيّن.. وباطنها مصنع ومعمل.. فهذه الجهات الاربع تلاحظ احداها الاخرى، فتنشأ من هذه الاربعة علامة عظيمة جداً، بل اسم اعظم بحيث لايمكن قطعاً ان يقوم بتلك الاعمال غير الواحد الأحد الذي بيده زمام الكون كله.
فكما ان الشجرة تحمل هذه العلامة للتوحيد. فان اول كل كائن حي

لايوجد صوت