ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 41
(1-49)

فهي علامات ساطعة لامعة. بل ان كل كائن حي هو بنفسه علامة توحيد، وختم وحدانية، وطابع أحدية، وطغراء صمدية.
نعم، ان كل زهرة وكل ثمرة وكل ورقة وكل نبات وكل حيوان، ختم للأحدية، وختم للصمدية بحيث يحوّل كل شجرة الى صورة رسالة ربانية، وكل طائفة من المخلوقات الى صورة كتاب رحماني، وكل حديقة الى صورة مرسوم سلطاني سبحاني، بل قد وضعت في تلك الرسالة، رسالة الشجرة، اختامٌ بعدد ازاهيرها، وتواقيع بعدد ثمراتها، وطغراءات بعدد اوراقها. ووضعت ايضاً في ذلك الكتاب كتاب النوع والطائفة خواتم بعدد افرادها، اظهاراً لكاتبه وتعريفاً به ووضعت في ذلك المرسوم السلطاني، مرسوم الحديقة علامات وحدانية بعدد ما فيها من نباتات واشجار وحيوانات، تعريفاً بصاحبها السلطان الآمر. حتى ان في كل شجرة، في مبدئها ومنتهاها، في ظاهرها وباطنها اربعاً من علامات التوحيد التي تشير اليها الاسماء الحسنى (الاول والآخر والظاهر والباطن).
فما يشار اليه باسم ((الاول)) هو:
ان البذرة التي هي المبدأ الاساس لكل شجرة مثمرة(1)، هي عليبة صغيرة تحمل برنامج تلك الشجرة وفهرستها وخطة عملها.. وهي مصنع صغير تضم اجهزتها ولوازمها وتشكيلاتها. وهي ماكنة تحوي على تنظيماتها ووارداتها الدقيقة ومستهلكاتها اللطيفة في مبدأ حياتها.
وما يشار اليه باسم ((الآخر)) هو: 
(1) ان مايدور على ألسنة الناس منذ سالف الازمان حتى غدا مضرب الامثال من ((النشوء من بذرة)) يمكن ان يطلق على مؤلف هذه الرسالة باشارة مستقبلية، لأن خادم رسائل النور قد كشف بفيض القرآن الكريم معراجين لمعرفة التوحيد في كل من البذرة والزهرة، وفجر ينبوع الحياة في الموضع الذي هلك فيه الطبيعيون فبلغ من البذرة الى الحقيقة، الى نور المعرفة.
وبناء على هذه الحكمة تتكرر هاتان الكلمتان البذرة والزهرة في رسائل النور كثيراً ـ المؤلف.

لايوجد صوت