ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع | 104
(71-109)

وهو الصاحب الفاطرُ الباقي فلا كدر على زوال المستحسنات لدوام منشأ محاسنها في اسماء فاطرها.
وهو الوارثُ الباعثُ الباقي فلا تلهّف على فراق الاحباب لبقاء من يرثهم ويبعثهم.
وهو الجميلُ الجليلُ الباقي فلا تحزّنَ على زوال الجميلات اللاتي هنَّ مرايا للاسماء الجميلات لبقاء الاسماء بجمالها بعد زوال المرايا.
وهو المعبودُ المحبوبُ الباقي فلا تألّم من زوال المحبوبات المجازية لبقاء المحبوب الحقيقي.
وهو الرحمنُ الرحيمُ الودودُ الرؤوفُ الباقي فلا غمّ ولامأيوسيةَ ولا اهميةَ من زوال المنعِمين المشفقين الظاهرين لبقاء مَن وسعتْ رحمتُه وشفقتهُ كلّ شئ.
وهو الجميلُ اللطيفُ العطوفُ الباقي فلا حُرقة ولاعبرةَ بزوال اللطيفات المشفقات لبقاء مَن يقوم مقام كلها، ولايقوم الكلُّ مقام تجلٍ واحدٍ من تجلياته، فبقاؤه بهذه الاوصاف يقوم مقام كل ما فني وزال من انواع محبوبات كل احدٍ من الدنيا.
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾
نعم، حسبي من بقاء الدنيا وما فيها بقاءُ مالكها وصانعها وفاطرها.
 النكتة الثانية:
حسبي من بقائي أن الله هو إلهيَ الباقي، وخالقيَ الباقي، وموجديَ الباقي، وفاطريَ الباقي، ومالكيَ الباقي، وشاهديَ الباقي، ومعبوديَ الباقي، وباعثيَ الباقي، فلابأس ولا حُزن ولا تأسّفَ ولا تحسر على زوال وجودي لبقاء موجدي، وايجاده باسمائه. ومافي شخصي من صفةٍ إلاّ وهي من شعاع اسمٍ من اسمائه الباقية، فزوالُ تلك الصفة وفناؤها ليس اعداماً لها، لانها موجودةٌ في دائرة العلم وباقيةٌ

لايوجد صوت