ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع | 105
(71-109)

ومشهودة لخالقها.
وكذا حسبي من البقاء ولذّته علمي واذعاني وشعوري وايماني بأنه إلهي الباقي المتمثل شعاعُ اسمه الباقي في مرآة ماهيتي؛ وما حقيقة ماهيتي الاّ ظلٌ لذلك الاسم. فبسرّ تمثّله في مرآة حقيقتي صارت نفسُ حقيقتي محبوبة ً لا لذاتها بل بسرّ ما فيها وبقاءُ ما تمثل فيها انواعُ بقاءٍ لها.
 النكتة الثالثة:
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾ اذ هو الواجبُ الوجود الذي ما هذه الموجوداتُ السيالاتُ الاّ مظاهرٌ لتجدّد تجليات ايجاده ووجوده، به وبالانتساب اليه وبمعرفته انوارُ الوجود بلاحدٍ، وبدونه ظلماتُ العَدَمات وآلام الفراقات الغير المحدودات.
وما هذه الموجودات السيالة الاّ وهي مرايا، وهي متجددة بتبدل التعينات الاعتبارية في فنائها وزوالها وبقائها بستة وجوه:
الاول: بقاءُ معانيها الجميلة وهوياتها المثالية.
والثاني: بقاءُ صورها في الالواح المثالية.
والثالث: بقاءُ ثمراتها الأخروية.
والرابع: بقاءُ تسبيحاتها الربانية المتمثلة لها، التي هي نوع وجودٍ لها.
والخامس: بقاؤها في المشاهد العلمية والمناظر السرمدية.
والسادس: بقاءُ ارواحها ان كانت من ذوي الارواح، وما وظيفتها في كيفياتها المتخالفة في موتها وفنائها وزوالها وعدمها وظهورها وانطفائها الاّ اظهار المقتضيات لاسماءٍ إلهية. فمن سرّ هذه الوظيفة صارت الموجودات كسيلٍ في غاية السرعة تتموّج موتاً وحياة ووجوداً وعدماً. ومن هذه الوظيفة تتظاهر الفعالية الدائمة والخلاّقية المستمرة، فلابد لي ولكل احدٍ أن يقول:

لايوجد صوت