ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع | 106
(71-109)

﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾ يعني حسبي من الوجود انيّ اثر من آثار واجب الوجود. كفاني آن سيال من هذا الوجود المنور المظهر، من ملايين السنة من الوجود المزوّر الأبتر.
نعم بسرّ الانتساب الايماني تقوم دقيقةٌ من الوجود مقامَ اُلوف السنين بلا انتسابٍ ايماني، بل تلك الدقيقة أتم واوسع بمراتب من تلك الالاف سنةً.
وكذا حسبي من الوجود وقيمته أني صنعةُ مَن هو في السماء عظمتُه وفي الارض آياتُه، وخَلقَ السموات والارض في ستة ايام.
وكذا حسبي من الوجود وكماله أني مَصنوعُ مَن زيّنَ ونّورَ السماء بمصابيحَ، وزيّنَ وبهر الارض بازاهير.
وكذا حسبي من الفخر والشرف أني مخلوقٌ ومملوكٌ، وعبدٌ لمن هذه الكائنات بجميع كمالاتها ومحاسنها ظل ضعيفٌ بالنسبة الى كماله وجماله، ومن آيات كماله واشارات جماله.
وكذا حسبي من كل شئ مَن يدخر ما لايعد ولايحصى من نعمه في صنيدقاتٍ لطيفة هي بين (الكاف والنون) فيدّخر بقدرته ملايين القناطير في قبضة واحدة فيها صنيدقات لطيفة تسمى بذوراً ونوىً.
وكذا حسبي من كل ذي جمال وذي احسان، الجميلُ الرحيمُ الذي ما هذه المصنوعات الجميلات الاّ مرايا متفانية لتجدد انوار جماله بمرّ الفصول والعصور والدهور، وهذه النعم المتواترة والاثمار المتعاقبة في الربيع والصيف مظاهر لتجدد مراتب إنعامه الدائم على مرّ الانام والايام والاعوام.
وكذا حسبي من الحياة وماهيتها أني خريطةٌ وفهرستةٌ وفذلكةٌ وميزانٌ ومقياسٌ لجلواتِ اسماءِ خالقِ الموت والحياة.
وكذا حسبي من الحياة ووظيفتها كوني ككلمةٍ مكتوبةٍ بقلم القدرة، ومُفهمةٍ دالةٍ على اسماء القدير المطلق الحي القيوم بمظهرية حياتي للشؤون الذاتية لفاطري الذي له الاسماء الحسنى.

لايوجد صوت