--------------- (1) عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه: ان رسول الله y قال: (دعوة ذى النون اذ دعا في بطن الحوت، قال: لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، فانه لم يدع بها رجل مسلم في شيء إلاّ استـجاب الله له).
اللمعة الاولى
ان مناجاة سيدنا يونس بن متى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – هي من اعظم انواع المناجاة واروعها، ومن ابلغ الوسائل لإستـجابة الدعاء وقبوله(1).
تتلخص قصته المشهورة بأنه – عليه السلام – قد أُلقي به الى البـحر، فالتقمه الحوت، وغشيته امواج البـحر الهائجة، واسدل الليل البهيـم ستاره المظلم عليه. فداهمته الرهبة والخوف من كل مكان وانقطعت امامه اسباب الرجاء وانسدت ابواب الامل.. واذا بـمناجاته الرقيقة وتضرعه الخالص الزكي:
﴿لا إله إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظالمين﴾ (الانبياء:87) يصبـح له في تلك الحالة واسطة نـجاة ووسيلة خلاص.
وسر هذه المناجاة العظيـم هو:
ان الاسباب المادية قد هوت كلياً في ذلك الوضع المرعب، وسقطت نهائياً فلم تـحرك ساكناً ولم تترك أثراً، وذلك لان الذي يستطيع ان ينقذه من تلك الحالة، ليس الاّ ذلك الذي تنفذ قدرتُه في الحوت، وتهيـمن على البـحر وتستولي على الليل وجو السماء؛ حيث أن كلا من الليل الحالك والبـحر الهائج والحوت الهائل قد اتفق على
حديث صحيح: اخرجه احمد (1/170) والترمذي (3572 – تحفة) والحاكم (1/505و 2/283) وصححه، ووافقه الذهبي، والحديث عزاه السيوطي في الجامع الصغير للنسائي والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة وحسنه الحافظ في تخريـج الاذكار.