اللمعات | اللمعة الثالثة | 18
(18-25)


اللمعة الثالثة


لقد مازج هذه (اللمعة) شيء من الاذواق والمشاعر، فأرجو عدم تقييمها بموازين علم المنطق؛ لأن ما تجيش به المشاعر لايراعي كثيراً قواعد العقل ولايعير سمعا الى موازين الفكر.

بسم الله الرحمٰن الرحيم
﴿كلُّ شىءٍ هالكٌ إلاّ وَجْهَهُ له الحكْمُ وإليه تُرْجَعون﴾ (القصص:88)
هذه الآية العظيمة تفسرها جملتان تعبّران عن حقيقتين مهمتين بحيث اتخذهما قسم من شيوخ الطريقة النقشبندية بمثابة زبدة الاوراد لديهم، يؤدون بهما ختمتهم الخاصة. والجملتان هما:
ياباقي انت الباقي. ياباقي انت الباقي.
ولما كانت هاتان الجملتان تنطويان على معان جليلة لتلك الآية الكريمة، فسنذكر بضع نكات لبيان الحقيقتين اللتين تعبّران عنهما:
 النكتة الاولى:
ان ترديد (ياباقي انت الباقي) للمرة الاولى، يجرّد القلب مما سوى الله تعالى، فيجرى ما يشبه عملية جراحية فيه، ويقطعه عما سواه سبحانه. وتوضيح هذا:
ان الانسان بما اودع الله فيه من ماهية جامعة يرتبط مع اغلب الموجودات بأواصر ووشائج شتى. ففي تلك الماهية الجامعة من

لايوجد صوت