اللمعات | اللمعة العاشرة | 84
(69-84)

وفي الحديث الشريف: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)(1) اشارة الى هذه الحقيقة التي ذكرناها، أي أن المؤمن ينال نتيجة تقصيراته قسماً من جزائه في الدنيا، فتكون بحقه كأنها مكان جزاء وعقاب، فضلا عن أن الدنيا بالنسبة لما أعده الله له من نعيم الآخرة سجن وعذاب. أما الكفار فلأنهم مخلدون في النار، ينالون قسماً من ثواب حسناتهم في الدنيا، وتمهَل سيئاتهم العظيمة الى الآخرة الخالدة، فتكون الدنيا بالنسبة لهم دار نعيم لما يلاقونه من عذاب الآخرة. والا فالمؤمن يجد من النعيم المعنوي في هذه الدنيا ما لا يناله أسعد انسان. فهو أسعد بكثير من الكافر من زاوية نظر الحقيقة وكأن ايمان المؤمن بمثابة جنة معنوية في روحه وكفر الكافر يستعر جحيماً في ماهيته.

لايوجد صوت