اللمعات | اللمعة العاشرة | 81
(69-84)

تقصيرنا ونعلم مدى سمو هذه الخدمة، ونثق باستاذ مرشد كالشيخ الكيلاني ظهيراً لنا كالملائكة الحفظة.
اضعف العباد
الحافظ خالد
الرابع عشر: لطمات حنان ثلاث صغيرة، أصابت ثلاثة أشخاص كل منهم يسمى (مصطفى).
أولهم: (مصطفى ضاويش)(2) كان هذا الاخ يتولى خدمة الجامع الصغير، وتزويد مدفأته بالنفط، بل حتى علبة الكبريت كان يوفرها للجامع، فخدم طوال ثماني سنوات، ويدفع كل ما تحتاجه هذه الامور من خالص ماله – كما علمنا بعدئذٍ – ولم يكن يتخلف عن الجماعة ابداً، ولاسيما في ليالي الجمع المباركة الاّ اذا اضطر الى ذلك بعمل ضروري جداً. أخبره أحد الأيام بعض أهل الدنيا مستغلين صفاء قلبه: بلغ الحافظ فلاناً – وهو من كتّاب رسائل النور – لينزع عمامته قبل ان يتأذى ويجبر على نزعها، وبلغ الجماعة ان يتركوا الآذان سراً(1). ولم يعلم هذا الدنيوي الغافل ان تبليغ هذا الكلام ثقيل جداً على شخص مثل مصطفى جاويش من ذوي الأرواح العالية. ولكن لصفاء سريرته بلغ صاحبه الخبر، فرأيت تلك الليلة في المنام ان يدي مصطفى جاويش ملطختان وهو يسير خلف القائمقام ويدخلان معاً غرفتي..! قلت له في اليوم التالي لذلك اليوم: أخي مصطفى! مَن قابلت اليوم؟ رأيتك في المنام وانت ملطخ اليدين سائراً خلف القائمقام. قال: واأسفاه، لقد أبلغني المختار كلاماً وانا بلغته الحافظ الكاتب، ولم أعلم ما وراءه من كيد.
------------------

(2) مصطفى ضاويش: اسمه الحقيقي خلوصي مصطفى ولد سنة 1882م، خدم الاستاذ النورسي في بارلا وتوفي في شباط سنة 1939 عن سبعة وخمسين سنة من العمر تغمده الله برحمته. – المترجم.
(1) حيث كانوا يرفعون الاذان الشرعي سراً والاذان البدعي، أي بالتركية علناً. – المترجم.

لايوجد صوت