اللمعات | اللمعة العاشرة | 79
(69-84)

الحادثة المؤلمة بمثابة عملية جراحية لتصرف قلبه عن الدنيا وتدفعه للاقبال على العمل القرآني الخالص لوجه الله، لتنفعه يوم القيامة.
العاشرة: هو (الحافظ أحمد).
كان هذا الاخ يستنسخ الرسائل وينهل من انوارها طوال ثلاث سنوات، وهو دؤوب شغوف في عمله، ثم تعرض للاختلاط بأهل الدنيا لعله يدفع أذاهم عنه، ويتمكن من ابلاغ الكلام الطيب لهم وليكسب شيئاً من المنزلة لديهم، فضلاً عن انه كان يرغب في أن يوسّع ما ضاق عليه من أمور الدنيا وهموم العيش ففتر شوقهُ. واستغل اهل الدنيا ضعفه بهذا الجانب فأصابه فتور في عمله القرآني جراء تلك الأوضاع، فأتته لطمتان معاً.
اولاها: ضُمّ الى عائلته خمسة اشخاص آخرين بالرغم من ضيق معيشته، فأصبح حقاً في رهق شديد من العيش.
ثانيتها: على الرغم من أنه كان مرهف الحس ولا يتحمل شيئاً من الكلام من أحد، فقد اصبح وسيلة لدساسين من حيث لا يعلم، حتى فقد موقعه ومنزلته كلياً، وأصبح كثيرٌ من الناس يهجرونه، ففقد صداقتهم بل عادوه.. وعلى كل حال؛ نسأل الله أن يغفر له، ونسأله ان يوفقه للافاقة من غفلته ويعي الامور ويعود الى مهمته في خدمة القرآن.
الحادي عشر: لم يسجّل ربما لا يرضى!.
الثاني عشر: هو (المعلم غالب)(1) لقد خدم هذا الاخ باخلاص وصدق في تبييض الرسائل، فقام بخدمات جليلة كثيرة، ولم يبد منه ضعفٌ أمام أية مشكلة من المشاكل مهما كانت.
-------------

(1) المعلم احمد غالب: من أوائل طلاب النور، خطاط وشاعر، له ديوان شعر مخطوط، ولد في (يالواض) سنة 1900م، وتوفي في شباط 1940م رحمه الله رحمة واسعة. – المترجم.

لايوجد صوت