رغم تميزي عليهم؟! ولكن الآن أدركت أن ذلك كان لطمة رحمانية، ضربتني بها كرامة خدمة القرآن، حيث لا تقبل الغرور!
ثانيتها: كانت لديَّ حالتان تخلان بصفاء العمل للقرآن، تلقيت على أثرهما لطمة شديدة. والحالتان هما:
كنت أعد نفسي غريباً عن البلد، بل غريباً حقاً، فلأجل تبديد وحشة الغربة جالست أناساً مغرورين بالدنيا، فتعلمت منهم الرياء والتملق، علاوة على تعرضي لفقر الحال – ولا أشكو – حيث لم اراع دستور الاستاذ المهم في الاقتصاد والقناعة، رغم تنبيه الاستاذ لي على هذه الامور وتحذيري، بل توبيخي أحياناً. فلم أستطع – مع الاسف – انقاذ نفسي من هذه الورطة.. نسأل الله العفو والمغفرة.. فهاتان الحالتان استغلتهما شياطين الجن والانس فاصاب العمل للقرآن الفتور، وتلقيت لطمة قوية، الا انها كانت لطمة حنان ورأفة، فأيقنت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه اللطمة انما هي من ذلك الوضع وكانت على الوجه الآتي:
على الرغم من أنني كنت موضع خطاب الاستاذ وكاتب مسودات رسائله وتبييضها طوال ثماني سنوات. فلم أنل مع الاسف من نورها ما كان يفيض على غيري في ثمانية شهور. فكنت انا والاستاذ حائرين أمام هذا الوضع! ونتساءل: لماذا؟ أي لماذا لا يدخلٍ نور حقائق القرآن شغاف قلبي.. بحثنا عن الاسباب كثيراً، حتى علمنا الآن علماً جازماً، ان تلك الحقائق انما هي نور وضياء، ولا يجتمع النور مع ظلمات الرياء والتصنع والتزلف للآخرين.. لذا ابتعدت معاني حقائق هذه الانوار عني وغدت كأنها غريبة عني. أسأله سبحانه وتعالى أن يرزقني الاخلاص الكامل اللائق للعمل، وينقذني من الرياء والتذلل لأهل الدنيا. وارجوكم جميعاً – وفي المقدمة ارجو الاستاذ – ان تجهدوا في الدعاء لي.
العبد المقصر
الحافظ توفيق الشامي