الشامي
الثامن: هو (سيراني): هذا الأخ صنو (خسرو)(1) من المشتاقين لرسائل النور، ومن طلابي الأذكياء المجدّين.
استطلعت ذات يوم رأي طلاب (اسبارطة) حول التوافق الذي يعدّ مفتاحاً مهما لأسرار القرآن ولعلم الحروف. اشترك الجميع في المناقشة بجد، عدا هذا الشخص، ولم يكتف بعدم المشاركة في المناقشة بل اراد أن يصرفني عمّا أنا اعلمه من حقائق علماً يقيناً، اذ كان له اهتمامات بأمور أخرى، ثم بعث اليّ رسالة جارحة جداً، اصابتني في الصميم. فقلت: وا أسفاه ! لقد ضيعت هذا الطالب النابه، فعلى الرغم من محاولتي توضيح الأمر له الاّ أن شيئاً آخر خالط الموضوع؛ فأتته اللطمة الرؤوفة.. ودخل السجن زهاء سنة.
التاسع: هو (الحافظ زهدي الكبير).
كان هذا الاخ يشرف على عمل طلاب النور في قصبة (أغروس) ولكن كأنه لم يكتف بالمنزلة المعنوية الرفيعة والشرف السامي الذي يتمتع به طلاب النور، لاتباعهم السنة الشريفة واجتنابهم البدع، فرغب في العثور على هذه المنزلة لدى أهل الدنيا فتسلم وظيفة القيام بتعليم بدعة سيئة، مرتكباً خطأً جسيماً منافياً لمسلكنا الذي هو اتباع السنة الشريفة. فتلقى لطمة رهيبة جداً. اذ تعرض لحادثة كادت تمحو شرفه وشرف أهله، وقد مست الحادثة (الحافظ زهدي الصغير) أيضاً مع الاسف بالرغم من انه لا يستحق اللطمة. نسأل الله ان تكون تلك
----------------
(1) خسرو: كان في مقدمة الذين استنسخوا المئات من الرسائل ونشروها في احلك الظروف، وقضى معظم حياته مع استاذه في سجون اسكي شهر ودنيزلي وآفيون وهو الذي كتب مصحفاً بتوجيه من الاستاذ النورسي لاظهار الاعجاز في التوافقات اللطيفة لاسم الجلالة في الصفحة الواحدة. ولد في اسبارطة سنة 1899 وتوفي في استانبول سنة 1977م رحمه الله رحمة واسعة. – المترجم.