اللمعات | اللمعة العاشرة | 76
(69-84)

احداث الحروف اللاتينية الحديثة، أرسلت رسالة كتبت له فيها: سنرسل لك ثمن طبع هذه الرسالة مع ثمن الرسالة السابقة. ولكنه عندما لاحظ ان الطبع يكلف اربعمائة ليرة، وهو يعلم ما انا فيه من فقر، اراد هو ان يدفع المبلغ من خالص ماله وخطر بباله أنني لاأرضى بهذا العمل، فخدعته نفسه فلم يباشر بالطبع، فاصاب الخدمة القرآنية من جراء تفكيره هذا ضرر بالغ.. وبعد مرور شهرين سُرِقَت منه تسعمائة ليرة، فكانت لطمة رؤوفة وشديدة تجاه ما أصاب العمل من فتور. نسأل الله ان يجعل تلك الاموال الضائعة بمثابة صدقة عن نفسه.
السابع: هو (الحافظ توفيق) الملقب بالشامي، وسيورد بنفسه الحادثة:
نعم! لقد قمت بأعمال ساقتني الى الفتور في خدمة القرآن. فأتتني لطمة من جرائها، وتيقنت بما لا يقبل الشك ان هذه اللطمة ليست الا من تلك الجهة، اذ كانت نتيجة خطأ مني في التفكير وجهل مني في التقدير.
اللطمة الاولى: عندما وزع الاستاذ أجزاء القرآن الكريم علينا، كان حظي منها كتابة ثلاثة أجزاء، حيث قد أنعم الله عليَّ قدرة على كتابة الحروف العربية وتجويدها كخط القرآن الكريم. فالشوق الى كتابة كتاب الله العزيز ولد فيّ فتوراً عن كتابة مسودات الرسائل وتبييضها، فضلا عن أنه قد أصابني منه شيء من الغرور، حيث كنت أعدّ فائقاً على أقراني في هذا العمل، بما أجده في نفسي من كفاية في حسن الخط العربي. حتى أنه عندما اراد الاستاذ ارشادي الى أمور تخص الكتابة العربية، قلت بشيء من الغرور: هذا الامر يعود لي، أعرف هذا فلا أحتاج الى توصية! فتلقيت لطمة عطف ورأفة نتيجة خطأي هذا، وهي انني عجزت عن بلوغ أقراني في الكتابة، فسبقوني في الجودة.. فكنت احار من أمري هذا، لماذا تخلفت عنهم

لايوجد صوت