اللمعات | اللمعة العاشرة | 73
(69-84)

لقرآن الخالصة لله. حيث التقى والديه اللذين كان قد فارقهما منذ مدة مديدة، وحل في مدينته وهو بكامل بزّته العسكرية ورتبته العالية، فبدت الدنيا له حلوة خضرة.
نعم! ان العاملين في خدمة القرآن إما أن يُعرضوا عن الدنيا أو الدنيا تعرض عنهم، كي ينهضوا بالعمل بجد ونشاط واخلاص.. وهكذا فعلى الرغم من أن قلب (خلوصي) ثابت لا يتزعزع، وهو رابط الجأش، فقد ساقه هذا الوضع الجميل الذي ابتسم له، الى الفتور.. فجاءته لطمة ذات رأفة، اذ تعرض له عدد من المنافقين طوال سنتين متواليتين، فسلبوه لذة الدنيا وأفقدوه طعمها، حتى جعلوه يمتعض منها ويعزف عنها، والدنيا تمتعض منه وتعزف عنه، وعندها التف حول راية العمل القرآني واستمسك بها بجد ونشاط.
الرابع: هو (الحافظ أحمد المهاجر) وسيقص عليكم ما وقع له بنفسه.
نعم! لقد أخطأتُ في اجتهادي في خدمة القرآن، حيث فكرت لانقاذ آخرتي وحدي، فما أن بدا فيّ هذا النوع من الرغبة فترت عن العمل للقرآن. فأتتني لطمة رؤوفة، رغم ما فيها من قوة وشدة، بل كانت في الحقيقة صفعة شديدة وزجراً عنيفاً، أرجو الله تعالى أن تكون كفارة عما بدر مني من غفلة عن العمل لقرآنه العظيم. والحادثة كانت كالآتي:
كان الاستاذ لا يوافق على محدثات الامور(1) وحيث ان الجامع الذي أؤدي فيه الصلاة جماعة يقع بجوار مسكن الاستاذ، والشهور المباركة – رجب شعبان رمضان – مقبلة علينا، فقد حدثتني نفسي بالآتي:
----------------

(1) أي اقامة الصلاة ورفع الاذان باللغة التركية وامثالها من البدع التي استحدثت منذ العشرينيات ودامت حتى سنة 1950. – المترجم.

لايوجد صوت