اللمعات | اللمعة العاشرة | 70
(69-84)

النوع الاول: تهيئة وسائل العمل والخدمة، وسوق العاملين فيها الى الخدمة.
النوع الثاني: رد الموانع من حولها، ودفع الاضرار عنها، وتأديب من يعيق سيرها، بانزال عقوبات بهم.. هناك حوادث كثيرة جداً حول هذين القسمين، ويطول الحديث عنهما(1) لذا نؤجل الكلام فيهما الى وقت آخر خشية السأم. ونشرع في البحث عن النوع الثالث الذي هو أخفها تناولا وابسطها فهماً.
النوع الثالث: هو أن العاملين المخلصين في هذه الخدمة القرآنية لما يعتريهم الفتور والاهمال في العمل يأتيهم التحذير والتنبيه فيتلقون لطمة ذات رأفة وعطف، وينتبهون من غفلتهم، ويسرعون بجد للخدمة مرة أخرى. ان حوادث هذا القسم تربو على المائة، إلا أننا نسوق هنا ما يقرب من عشرين حادثة جرت على اخواننا، عشرٌ ونيف منهم تلقوا لطمة حنان رؤوفة، بينما تلقى حوالي سبعة منهم لطمة زجر عنيفة.
فالاول منهم هو هذا المسكين.. سعيد، فكلما انشغلت بما يعود خاصة نفسي بما يفتر عملي للقرآن، أو انهمكت في اموري الخاصة، وقلت: مالي وللآخرين! أتاني التحذير وجاءتني اللطمة؛ لذا بت على يقين من أن هذه العقوبة لم تنزل الاّ نتيجة اهمالي وفتوري في خدمة القرآن؛ لأنني كنت أتلقى اللطمة بخلاف المقصد الذي ساقني الى الغفلة.. ثم بدأنا مع الاخوة المخلصين نتابع الحوادث ونلاحظ التنبيهات الربانية والصفعات التي نزلت باخوتي الآخرين.. فأمعنا النظر فيها، وتقصّينا كلاً منها، فوجدنا أن اللطمة قد أتتهم مثلي حيثما أهملوا العمل للقرآن وتلقوها بضد ما كانوا يقصدونه، لذا حصلتْ لدينا القناعة التامة بأن تلك الحوادث والعقوبات انما هي كرامة من كرامات خدمة القرآن. فمثلا هذا السعيد الفقير الى الله تعالى.. فعندما

----------------

(1) فمثلاً: ان الذين ساموا طلاب النور العذاب والاهانة والعنت قد نالوا جزاءهم مثلها بل ازيد منها. – المؤلف.

لايوجد صوت