الامر الى العلي القدير قائلين جميعاً: توكلنا على الله. وفوضنا الامر اليه.
* * *
سؤال:
انك تعد المصائب التي تصيب اخوانك الخواص واصدقاءك تأديباً ربانياً ولطمة عتاب لفتورهم عن خدمة القرآن، بينما الذين يعادون خدمة القرآن ويعادونكم يعيشون في بحبوحة من العيش وفي سلام وأمان. فلم يتعرض صديق القرآن للطمة ولا يتعرض عدوه لشيء؟
الجواب: يقول المثل الحكيم: (الظلم لا يدوم والكفر يدوم) فأخطاء العاملين في صفوف خدمة القرآن هي من قبيل الظلم تجاه الخدمة، لذا يتعرضون بسرعة للعقاب ويجازون بالتأديب الرباني، فان كانوا واعين يرجعون الى صوابهم.
أما العدو فان صدوده عن القرآن وعداءه لخدمته انما هو لأجل الضلالة، وان تجاوزه على خدمة القرآن – سواء شعر به أم لم يشعر – انما هو من قبيل الكفر والزندقة، وحيث ان الكفر يدوم، فلا يتلقى معظمهم الصفعات بذات السرعة، اذ كما يعاقب من يرتكب أخطاء طفيفة في القضاء او الناحية، بينما يساق مرتكبو الجرائم الكبيرة الى محاكم الجزاء الكبرى، كذلك الاخطاء الصغيرة والهفوات التي يرتكبها أهلُ الايمان وأصدقاء القرآن يتلقون على إثرها جزاءاً من العقاب بسرعة في الدنيا ليكفر عن سيئاتهم ويتطهروا منها، أما جرائم أهل الضلالة فهي كبيرة وجسيمة الى حد لا تسع هذه الحياة الدنيا القصيرة عقابهم، فيمهلون الى عالم البقاء والخلود والى المحكمة الكبرى لتقتص منهم العدالة الإلهية القصاص العادل، لذا لا يلقون غالباً عقابهم في هذه الدنيا.