اللمعات | اللمعة الخامسة عشرة | 182
(173-192)

حرىّ بهذا الخطاب السماوي ومنسجم مع عظمته ورفعته قوله بأن الشمس المسخرة سراجاً في مضيف رحماني، تختفي في (عين) ربانية وهي البحر المحيط الغربي، معبراً باسلوبه المعجز ان البحر (عين) حامية. نعم هكذا يبدو البحر للعيون السماوية.
حاصل الكلام:
ان التعبير بـ(عين حمئة) للبحر المحيط الغربي انما هي بالنسبة لذي القرنين الذي رأى من بُعد ذلك البحر العظيم كأنه عين ماء. أما النظر القرآني الذي هو قريب الى كل شيء، فلا ينظر نظر ذي القرنين من بعيد الذي يداخله خداع البصر، بل لانه نزل من السماء مطلعاً عليها، ولانه يرى الارض ميداناً او قصراً واحياناً مهداً او صحيفة، فان تعبيره بـ(عين) للبحر العظيم وهو المحيط الاطلسي الغربي المغطى بالضباب والابخرة انما يبين علوه ورفعته وسموه وعظمته.
سؤالكم الثاني:
اين يقع سد ذي القرنين؟ ومَن يأجوج ومأجوج؟
الجواب: لقد كتبت سابقاً رسالة حول هذه المسألة، فألزمت الحجة ملاحدة ذلك الوقت. إلاّ انني لا املك تلك الرسالة، فضلاً عن ان حافظتي لاتمدني بشيء فقد عطلت اشغالها. علاوة على أن هذه المسألة قد تطرق اليها (الغصن الثالث من الكلمة الرابعة والعشرين) لهذا نشير اشارة في غاية الاختصار الى نكتتين او ثلاث فحسب تعود الى هذه المسألة وهي:
انه بناءً على ما بينه اهل العلم المحققون، وابتداء اسماء عدد من ملوك اليمن بكلمة (ذي) – كذي يزن – وما يشير اليه عنوان (ذي القرنين) فان ذا القرنين هذا ليس هو الاسكندر الرومي (المقدوني) وانما هو احد ملوك اليمن الذي عاصر سيدنا ابراهيم عليه السلام

لايوجد صوت