وتلقى الدرس من سيدنا الخضر عليه السلام. بينما جاء الاسكندر الرومي قبل الميلاد بحوالي ثلاثمائة سنة ودرس على يد ارسطو.
ان التاريخ الذي دوّنه الانسان يضبط الحوادث الى حد ما قبل ثلاثة آلاف عام. لذا فان نظر هذا التاريخ الناقص القاصر لا يستطيع ان يحكم بصواب على حوادث ما قبل زمن سيدنا ابراهيم عليه السلام، فإما يذكرها مشوبة بالخرافات، أو ينكرها او يوردها باختصار شديد.
أما سبب اشتهار (ذي القرنين) اليماني هذا في التفاسير بالاسكندر، فيعود الى:
أن احد اسماء ذي القرنين هو الاسكندر، فهو الاسكندر الكبير، والاسكندر القديم. او نظراً لأن القرآن الكريم لدى ذكره لحادثة جزئية يذكرها لكونها طرفاً لحوادث كلية، فان الاسكندر الكبير الذي هو ذو القرنين؛ مثلما اسس سدّ الصين الشهير بارشاداته النبوية بين الاقوام الظالمة والمظلومة وليصدّ عنهم غاراتهم فان قواداً عظاماً عديدين كالاسكندر الرومي وملوكاً اقوياء اقتدوا بذي القرنين – في الجهة المادية – وان قسماً من الانبياء والاقطاب الاولياء – وهم ملوك معنويون للانسانية، ساروا على اثره في الجهة المعنوية والارشاد.. فهؤلاء اسسوا السدود بين الجبال(1) التي هي من الوسائل المهمة لإنقاذ المظلومين من شر الظالمين. ثم بنوا القلاع في قمم الجبال، فشيدوا تلك الموانع إما بقوتهم المادية الذاتية أو بارشاداتهم وتوجيهاتهم وتدابيرهم. حتى بنوا الاسوار حول المدن والحصون في اواسطها، الى ان بلغ الامر الى استعمال وسيلة أخيرة هي المدافع الثقيلة والمدرعات الشبيهة بالقلاع السيارة.
---------------
(1) هناك سدود اصطناعية على وجه الارض تحولت بمرور الزمن الى هيئة جبال حتى لا تعرف انها كانت سدوداً. – المؤلف.