التركية لقسم من تلك المذكرات واللمعات. واكتفي بترجمة القسم الاخر منها(2).
ولقد جاءت الترجمة الى التركية نصاً دون تغيير حيث تراءت (لسعيد الجديد) هذه الخواطر الواردة في الرسائل العربية رؤية أشبه ما يكون بالشهود، وذلك حينما شرع بالاغتراف من منهل علم (الحقيقة).. ولأجل هذا فقد ذُكر بعض الجمل بالرغم من أنه مذكور في رسائل اخرى بينما ذُكر البعض الآخر في غاية الاجمال ولم يوضح التوضيح المطلوب وذلك لئلا يفقد لطافته الاصلية.
سعيد النورسي
المذكرة الاولى
كنت قد خاطبتُ نفسي قائلاً: اعلم ايها السعيد الغافل! انه لا يليق بك ان تربط قلبك وتعلقه بما لا يرافقك بعد فناء هذا العالم، بل يُفارقُك بخراب الدنيا! فليس من العقل في شيء ربطُ القلب بأشياء فَانية!
فكبف بما يتركك بانقراض عصرك ويدير ظهره لك؟
بل فكيف بما لا يصاحبك في سَفر البرزخ؟
بل فكيف بما لا يشيعك الى باب القبر؟
بل فكيف بما يفارقك خلال سنة او سنتين فراقاً ابدياً، مُورّثِاً اِثمَه ذمتَك، محملاً خطاياه على ظهرك؟
بل فكيف بما يتركك على رغمك في آنِ سرورك بحصوله؟
---------------
(2) وحينما ترجمتها الى العربية اعتبرت النص التركي الموضح هو الاساس، الا انني آثرت استعمال عبارات الاستاذ النورسي البليغة – في الرسائل العربية المذكورة (من المثنوي العربي النوري) – متى ما كانت مطابقة مع النص التركي. – المترجم.