اللمعات | اللمعة السابعة عشرة | 196
(193-236)

الصورة المثاليةُ للقصر او البلد او الحديقة فيها، فاذا ما تحركت المرآة أدنى حركة، وتغيرت اقلّ تغير، فسيحدث الهرج والمرج في تلك الصورة المثالية، فلا يفيدك بعدُ البقاءُ والدوام الخارجيان في نفس القصر او البلد او الحديقة، اذ ليس لك منها الاّ ما تعطيك مرآتُك بمقياسها وميزانها.
فاعلم ان حياتك وعمرك مرآة! وانها عماد دنياك وسندها ومرآتها ومركزها. فتأمل في مرآتك، وإمكان موتها، وخرابِ ما فيها في كل دقيقة، فهي في وضع كأن قيامتك ستقوم في كل دقيقة.
فما دام الامر هكذا فلا تحمل حياتك ودنياك ما لا طاقة لهما به.

المذكرة الرابعة
اعلم ان من سنّة الفاطر الحكيم – في الاكثر – ومن عاداته الجارية اعادة ما له اهمية وقيمة غالية بعينه لا بمثله . فعندما يجدد اكثر الاشياء بمثلها عند تبدل الفصول وتعير العصور، يُعيد تلك الاشياء الثمينة بعينها. فانظر الى الحشر اليومي – أي الذي يتم في كل يوم – والى الحشر السنوي، والى الحشر العصري، تَر هذه القاعدة المطردة واضحة جلية في الكل. وبناء على هذه القاعدة الثابتة نقول:
قد اتفقت الفنون وشهدت العلوم على أن الانسان هو أكمل ثمرةٍ في شجرة الخليقة، وانه أهم مخلوق بين المخلوقات، وأغلى موجود بين الموجودات، وأن فرداً منه بمثابة نوع من سائر الاحياء، لذا يحكم بالحدس القطعي على أن كلّ فردٍ من أفراد البشر سيعاد في الحشر الاعظم والنشر الاكبر بعينهِ وجسمهِ واسمهِ ورسمهِ.

المذكرة الخامسة

لايوجد صوت