هو بالاختراع والابداع، أي انه سبحانه يبْدع الوجود من العدم إبداعاً من غير شيء، ويوجِدُ كل ما يلزم – هذا الوجود – من اشياء من العدم ويسلمها اياه.
الاخر:
هو بالانشاء والصنعة والاتقان. أي ينشىء قسماً من الموجودات من عناصر الكون نفسه، إظهاراً لكمال حكمته، وتبياناً لجليات اسمائه الحسنى.. وامثالها من الحكم الدقيقة، فيرسل الى تلك الموجودات الذرات والمواد المنقادة الى اوامره ضمن سنن الرزاقية الكونية، ويسخرها لها ليكمل انشاء هذا الوجود، وهكذا فالقدير المطلق القدرة له اسلوبان من الايجاد وصورهما:
الابداع.. والانشاء..
فإفناء الموجود، وايجاد المعدوم، امر سهل جداً لديه، وهينٌ جداً بل هو قانونه الدائم العام.
فالذي يستبعد من القدرة الفاطرة التي تخلق من العدم ثلاث مائة الف نوع من المخلوقات والاحياء، وتمنحها اشكالها وصفاتها وكيفياتها واحوالها مما سوى ذراتها. ويقول: (انها لن تقدر على ايجاد المعدوم) لابد ان يهوي في ظلمة العدم.
بقول الذي نَبَذَ (الطبيعة) ونفذ الى طريق الحقيقة:
الحمد لله حمداً كثيراً بعدد الذرات، الذي وفقني للفوز بكمال الإيمان، وانقذني من الاوهام والضلالات، فزالت بفضله جميع ما لديّ من شبهات وريب.
الحمد لله على دين الإسلام وكمال الإيمان
﴿سُبحانَكَ لاَ عِلم لَنَا إِلاّ ما عَلمتَنا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليم الحكيم﴾