اللمعات | اللمعة الثالثة والعشرون | 333
(299-336)

ثانيها:
ان هناك سهولة مطلقة في الخلق والايجاد تنبع من زاوية نظر (العلم الإلهي) وتفصيلها كالآتي:
ان القدر الإلهي هو نوع من العلم الإلهي، يعين مقدار كل شيء كأنه قالب معنوي له وخاص به، فيكون ذلك المقدار القَدَري بمثابة خطّة لذلك الشيء، وبحكم (موديل) انموذج له، فعندما توجده (القدرة الإلهية) توجده على ذلك المقدار القدري بكل سهولة ويسر.
فان لم يُنسب ايجاد ذلك الشيء الى مَن له علم محيط مطلق ازلي وهو الله القدير ذو الجلال لاتحصل الوف المشكلات فحسب، بل تقع مئات المحالات ايضاً – كما ذكر آنفاً – لانه إن لم يكن هناك ذلك المقدار القدري، والمقدار العلمي، يلزم استعمال ألوف القوالب المادية والخارجية للجسم الصغير للحيوان!
فافهم من هذا سراً من اسرار السهولة المطلقة في الوحدة والتوحيد وكثرة المشكلات غير المتناهية في التعدد والكثرة والشرك.
واعلم مدى الحقيقة السامية الصائبة التي تعبر عنها الآية الكريمة: ﴿ومَا اَمرُ الساعَةِ إلاّ كلمحِ البَصرِ او هوَ اقرَبُ﴾(النحل:77).

السؤال الثالث:
يقول الذي كان يعادي سابقاً ووُفق الى الإيمان الآن واهتدى:
مابال بعض الفلاسفة المغالين في عصرنا هذا يطلقون مقولة: (لا يُستحدث شيء من العدم ولايفنى شيء من الوجود) وان مايدير هذا الكون، انما هو تركيب المادة وتحليلها ليس الاّ!
الجواب:
ان هؤلاء الفلاسفة الذين لم يتسنّ لهم النظر الى الموجودات بنور القرآن المبين، عندما نظروا اليها بمنظار (الطبيعة) و (الاسباب)

لايوجد صوت