نعم، ان تذوق الإيمان الذي يبعث الرجاء ويشيع النور وينشر السلوى، وان الشعور بسلوانه والتلذذ به هو في التمثل الشعوري للعبودية اللائقة بالشيخوخة والموافقة للإسلام، وليس هو بتناسي الشيخوخة واللهات وراء التشبه بالشباب واقتحام غفلتهم المسكرة.. تفكروا دائماً وتأملوا في الحديث النبوي الشريف (خيرُ شبابكم من تشبه بكهولكم وشرُّ كهولكم من تشبه بشبابكم)(1) اوكما قالy، أي خير شبابكم من تشبه بالكهول في التأني والرزانة وتجنبهم السفاهة وشر كهولكم من تشبه بالشباب في السفاهة والاتغماس في الغفلة.
فيا اخوتي الشيوخ ويا اخواتي العجائز! لقد ورد في الحديث الشريف ما معناه (ان الرحمة الإلهية لتستحي من أن تردّ يداً ضارعة من شيخ مؤمن او عجوز مؤمنة)(2). فما دامت الرحمة الإلهية تحترمكم هكذا، فعظموا إذن احترامها بعبوديتكم لله.
الرجاء الرابع عشر
جاء في مستهل (الشعاع الرابع) الذي هو تفسير للآية الكريمة: ﴿حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيل﴾(آل عمران:173) ما خلاصته:
حينما جرّدني أرباب الدنيا من كل شيء، وقعت في حمسة ألوان من الغربة. ولم ألتفت الى ما في (رسائل النور) من أنوار مسلية
-------------------
(1) اخرجه ابو يعلى والطبراني في الكبير من حديث واثلة وغيرهم. قال الحافظ العراقي في تخريج الاحياء 3/62 باسناد ضعيف واخرجه البيهقي في شعب الإيمان من حديث انس ومن حديث ابن عباس واخرجه ابن عدي في الكامل من حديث ابن مسعود وقال ابن الجوزي: لايصح. انظر فيض القدير 3/487 ورمز السيوطي لحسنه.
(2) روى السيوطي في الجامع الكبير عن ابن النجار بسند ضعيف.. ان الله عز وجل يستحي من ذي الشيبة اذا كان مسدداً كروماً للسنة ان يسأله فلا يعطيه.(بأختصار عن كشف الخفاء 1/244).- المترجم.