اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 573
(516-573)

لَهُما، وَتبليغِ أملي لِتِلكَ الاَجرامِ، وَلا حَولَ عَنْ هذا الابِتِلاءِ وَالعَلاقَةِ إلاّ بِكَ ياربَّ السموَاتِ وَالاَرضِ! وَيا مَنْ سَخرَهُما لِعِبادِهِ الصالِحينَ.
إلهي! لِي وَلِكلِّ ذي عَقلٍ عَلاقَاتٌ مَعَ الأزمنة الماضِيَةِ وَالاَوقاتِ الاِستِقبَاليةِ؛ مَعَ أننا قَد انْحَبسْنَا في زَمانٍ حاضِرٍ ضَيقٍ لا يَصلُ ايدِينا اِلى أدنى زَمانٍ ماضٍ وَمُستَقبَلٍ لجلبٍ مِنْ ذاكَ ما يُفرِّحُنا، او لِدَفْعٍ مِنْ هذا ما يُحزنُنا. فَلا حَولَ عَنْ هذِهِ الحالَةِ، وَلا قُوَّةَ عَلى تحويلِها إلى أحسَنِ الحالِ إلاّ بِكَ يارَبَّ الدُّهُورِ وَالاَزمَانِ.
إلهي! لِي فِي فِطرَتِي وَلِكلِّ أحَدٍ في فِطرَتِهِمْ آمالٌ أبَديةٌ وَمطالِبُ سَرمَديةٌ تَمْتَدُّ إلى أبَدِ الآيادِ. إذ قَد أوْدَعْتَ في فِطرِتَنَا استِعداداً عَجيباً جامعاً، فيهِ احتياجٌ وَمحبةٌ لا يُشبِعُهُما الدُنيا وَما فيها، وَلاَ يرضي ذلكَ الاِحتِياجُ وَتِلكَ المَحَبةُ إلاّ بِالجَنةِ الباقِيَةِ؛ ولا يَطمئِنُّ ذلِكَ الاِستِعدادُ إلاّ بِدارِ السعادَةِ الاَبديةِ. يارَبَّ الدُّنيا وَالآخرَةِ وَيارَبَّ الجَنةِ وَدَارِ القَرارِ(1).

لايوجد صوت