اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 571
(516-573)

إلَهي! لا حَولَ عَنِ الآلامِ؛ وَلا قوَّةَ عَلى الامالِ إلاّ بِكَ ياَمُنجي يا مُغيثُ.
إلَهي! لا حَولَ عَنِ الظلُماتِ؛ وَلا قوَّةَ عَلى الاَنوَارِ إلاّ بِكَ يانُورُ ياهادي.
إلَهي! لا حَولَ عَنِ الشرورِ مُطلَقاً؛ وَلا قوَّةَ عَلى الخَيراتِ أصلاً إلاّ بِكَ يامَنْ بيَدِهِ الخَيرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قديرٌ، وَبِعِبَادِهِ بَصيرٌ، وَبِحَوايِجِ مَخلُوقَاتِهِ خَبيرٌ.
إلَهي! لا حَولَ عَنِ المَعاصي إلاّ بِعِصمَتِكَ؛ وَلا قوَّةَ عَلى الطاعَةِ إلاّ بِتَوفيقِكَ يا مُوَفقُ يا مُعينُ.
إلَهي! لِي عَلاقَاتُ شَديدَةٌ مَعَ نَوعيَ الاِنسانيِّ، مَعَ أنَّ آيةَ ﴿كلُّ نَفسٍ ذآئِقَةُ المَوتِ﴾ تُهَدِّدُني وَتُطفِىءُ آمالي المُتَعَلعَةِ بِنَوعي وَجِنسي، وَتنْعِي عَليَّ بِمَوتِهما. فَلا حَولَ عَنْ ذاكَ الحُزنِ الاَليمِ الناشِىء مِنْ ذلكَ المَوتِ وَالنعِي، وَلا قوَّةَ عَلى تَسَلٍّ يَملأُ مَحلَّ مازالَ عَنْ قَلبي وَروحي إلاّ بِكَ. فَانتَ الذي تَكفي عَنْ كلِّ شَيءٍ، وَلا يَكفي عَنكَ كلُّ شَيء.
إلَهي! لِي عَلاقاتٌ شَدِيدَةٌ مَعَ دُنيَايَ التي كَبيْتِي وَمنْزِلي؛ مَعَ أنَّ آيَةَ ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيها فانٍ وَيَبقى وَجهُ رَبكَ ذُو الجَلالِ وَالاِكرامِ﴾(الرحمن:26) تُعلِنُ خَرابِيةِ بَيتي هذَا. وَزَوَالَ مَحبُوبَاتي التي ساكَنْتُهُمْ في ذلكَ البَيتِ المُنهَدِمِ؛ وَلاحَولَ عَنْ هذِهِ المُصيبَةِ الهائِلَةِ، وَعَنْ الفِراقَاتِ مِنَ الأَحبَابِ الآفِلَةِ؛ وَلا قُوَّةَ عَلى ما يُسَليني عَنها، وَيَقُومُ مَقَامَها إلاّ بِكَ يا مَنْ يَقُومُ جلوَةٌ مِنْ تَجَلياتِ رَحمَتِهِ مَقَامَ كلِّ ما فارَقَني.
إلَهي لِي عَلاقَاتٌ(1) بِجامِعيةِ ماهِيتي، وَغايَةِ كَثَرةِ جَهازاتي التي أنْعَمْتَها عَليَّ، وَأحتياجاتٌ شَديدَةٌ إلى الكائِناتِ وَانوَاعِها؛ مَعَ أنَّ آيَةَ ﴿كلُّ

-----------------

(1) لقد اشيرت الى مراتب (لا حول ولا قوة..) هذه والى حقائقها، باشارات فقط، أما البراهين والدلائل فلم تذكر، لأن المئات بل الآلاف من براهين الوحدانية ودلائل الربوبية المذكورة في الابواب السابقة هي دلائل على حقائق (لا حول ولاقوة..) بصفة عامة. فلذلك لم تذكر أدلة مستقلة اخرى.- المؤلف.

لايوجد صوت