اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 568
(516-573)


الباب السادس
في (لا حَولَ ولا قوَّةَ إلاّ باللهِ العَلِيِّ العَظيمِ)(1)
وهذه الكلمة الطيبة المباركة خامسة من الخمس الباقيات الصالحات المشهورات التي هي: (سبحان الله. والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله اكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم).

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
إلهي وَسَيدي وَمالِكي! لِي فَقْرٌ بِلا نِهايَةٍ، مَعَ أنَّ حاجَاتي وَمطالِبي لا تُعَدُّ وَلاتُحصى، وَتقصُرُ يَدي عَنْ أدنى مَطالِبي. فَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِكَ يا رَبيَ الرَّحيمِ! وَيا خالِقي الكَريم! يا حَسيبُ يا وَكيلُ يا كافي.

-------------------

(1) لقد اوضحنا في رسائل كثيرة؛ بأن في فطرة الانسان عجزاً بلا حدود وفقراً بلا نهاية، مع أن له عداءً لاحد لها ومطالب لاتنتهي. والانسان من اجل هذا العجز والفقر محتاج فطرةً الى الالتجاء الى قدير رحيم. فكما أن الجملة الاولى من آية: ﴿حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ﴾ ترشد الى مرهم للعجز وملجأ تجاه كل اعدائه؛ وان الجملة الثانية (نعم الوكيل)، دواء لفقره ووسيلة الى تحقيق جميع مطالبه؛ وكذلك جملة (لا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم) دواء للعجز والفقر البشريتين كجملة (حسبنا الله) تماماً، ولكنه في صورة اخرى، فكلمة (لاحول) تفيد ان نقطة استناده تجاه اعدائه، بتبرؤه من قوته ملتجأ الى القدرة الإلهية وتفيد كلمة (لا قوة) ان الوسيلة لقضاء مطالبه وحاجاته هي التوكل مع الاعتماد على القدرة الإلهية.
ولقد احسست بمراتب كثيرة لجملة (لا حول ولا قوة..) هذه في نفسي بتجارب كثيرة. فوضعت كلمات مختصرة اشارة الى تلك المراتب فألاحظ تلك المراتب بوساطة تلك الاشارات. وسوف يذكر في هذا الباب من الكلمات التي ترمز الى قسم من تلك المراتب بعينها. – المؤلف.

لايوجد صوت