اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 566
(516-573)

اَلنكْتَةُ الرَّابِعَةُ
حَسْبِي لِكُلِّ مَطَالِبِي مَنْ فَتحَ صُورَتِي وَصورَةَ اَمْثالِي مِنْ ذَوِي الحَيَاةِ فِي المَآءِ بِلَطِيفِ صُنْعِهِ وَلطِيفِ قُدْرَتِهِ وَلطِيفِ حِكْمَتِهِ رُبوبِيتِهِ.
وَكَذا حَسْبِي لِكُلِّ مَقَاصِدِي مَنْ اَنشَأَنِي وَشَقَّ سَمْعِي وَبصَرِي، وَاَدْرَجَ في جِسْمِي لِسَاناَ وَجَناناً، وَاَوْدَعَ فِيهَا وَفِي جِهَازاتِي؛ مَوَازِينَ حَساسةً لاَ تعَدٌّ لِوَزْنِ مُدَّخَرَاتِ اَنوَاعِ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ. وَكَذا اَدْمَجَ فِي لِسَانِي وَجنَانِي وَفِطْرَتِي آلاتٍ جَساسَةً لا تحْصَى لِفَهْمِ اَنوَاعِ كُنُوزِ اَسْمَآئِهِ.
وَكَذا حَسْبِي مَنْ اَدْرَجَ فِي شَخْصِيَ الصغِيرِ الحَقِيرِ، وَاَدْمَجَ فِي وُجُودِيَ الضعِيفِ الفَقِيرِ هذِهِ الاَعْضاءَ وَالآلاتِ وَهذِهِ الجَوَارِحَ وَالجِهَازاتِ وَهذِهِ الحَوَاسَّ وَالحِسياتِ وَهذِهِ اللطَائِفَ وَالمَعْنَوِياتِ؛ لاِحْسَاسِ جَميعِ اَنْواعِ نِعَمِهِ، وَلإذاقَةِ اَكْثَرِ تَجلياتِ اَسْمَائِهِ بِجَليلِ اُلُوهِيتِهِ وَجمِيلِ رَحْمَتِهِ وَبِكَبِيرِ رُبوبِيتِهِ وَكَرِيمِ رَأْفَتِهِ وَبِعَظِيمِ قُدْرَتِهِ وَلطِيفِ حِكْمَتِهِ.

اَلنكْتَةُ الخَامِسَةُ
لابُدَّ لِي وَلِكُلِّ اَحدٍ اَنْ يَقُولَ حَالاً وَقالاً وَمْتَشَكراً وَمُفْتَخِراً: حَسْبِي مَنْ خَلقَنِي، وَاَخْرَجَنِي مِنْ ظلْمَةِ العَدَمِ، وَاَنْعَمَ عَلَيَّ بِنُورِ الوُجُودِ.
وَكَذا حَسْبِي مَنْ جَعلَنِي حَياً فاَنْعَمَ عَلَيَّ نِعْمَةَ الحَياةِ التِي تُعْطِي لِصَاحِبِهَا كُلَّ شَيءٍ وَتمِدُّ يَدَ صَاحِبِهَا اِلَى كُلِّ شَيءٍ.
وَكَذا حَسْبِي مَنْ جَعلَنِي اِنْسَاناً فاَنْعَمَ عَلَيَّ بِنعْمَةِ الاِنْسَانِيةِ التِي صَيرَتِ الاِنْسَانَ عالَمَاً صَغِيراً اَكْبَر مَعْنَىً مِنَ الكَبِيرِ.
وَكَذا حَسْبِي مَنْ جَعلَنِي مُؤْمِناً فَاَنْعَمَ عَلَيَّ نِعْمَةَ الاِيمَانِ الذِي يُصَيرُ الدُّنْيا وَالآخِرَةَ كَسُفْرَتَيْنِ ممْلوئَتيْنِ مِنَ النعَمِ يقَدِّمُهَا الَى المُؤمِنِ بِيَدِ الاِيمَانِ.

لايوجد صوت