ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | رشحات | 28
(27-56)

تنبيه:
ان ما يعرّف لنا ربَّنا لايعد ولايحد، ولكن البراهين الكبيرة والحجج الكلية ثلاثة:
احداها: هذه الكائنات، وقد سمعتَ بعض آيات هذا الكتاب الكبير.
وثانيتها: الآية الكبرى من هذا الكتاب، وهي خاتم ديوان النبوة، ومفتاح الكنوزالخفية عليه الصلاة والسلام.
وثالثتها: مفسر كتاب العالم، وحجة الله على الانام، اي القرآن الحكيم.
فلابد ان نعرف هذا البرهان الثاني الناطق ثم نستمع اليه.. فنذكر من بحر معرفته رشحات:
الرشحة الاولى:
اعلم! ان ذلك البرهان الناطق له شخصية معنوية عظيمة.
فان قلت: ماهو؟ وما ماهيته؟
قيل لك: هو الذي لعظمته المعنوية صار سطحُ الارض مسجدَه، ومكةُ محرابَه، والمدينةُ منبرَه.. وهو امامُ جميع المؤمنين يأتمون به صافّين خلْفَهُ.. وخطيبُ جميع البشر يُبين لهم دساتير سعاداتهم.. ورئيسُ جميع الانبياء، يزكّيهم ويصدّقهم بجامعية دينه لأساسات اديانهم.. وسيدُ جميع الاولياء، يرشدهم ويربيّهم بشمس رسالته.. وقطبٌ في مركز دائرةِ حلقةِ ذكرٍ تركّبَتْ من الانبياء والاخيار والصديقين والابرار المتفقين على كلمته الناطقين بها.. وشجرةٌ نورانية عروقها الحيوية المتينة، هي الانبياء باساساتهم السماوية، واغصانُها الخضرة الطرية وثمراتُها اللطيفة النيرة، هي الاولياء بمعارفهم الالهامية. فما من دعوىً يدّعيها الاّ ويشهد لها جميعُ الانبياء مستندين بمعجزاتهم، وجميعُ الاولياء مستندين بكراماتهم. فكأن على

لايوجد صوت