ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثانية | 324
(324-331)

القطعة الثانية
من شمة

بسم الله الرحمن الرحيم
فسبحان الله ما ارقّ الحجاب بين الملك والملكوت، وما اعظم المسافة بينهما! وما اقصر الطريق بين الدنيا والآخرة وما اطولها! وما الطف الحجاب بين العلم والجهل وما اغلظه! وما اشف البرزخ بين الايمان والكفر وما اكثفه! وما اقصر المسافة بين العبادة والمعصية مع ان ما بينهما كما بين الجنة والنار! وما اقصر الحياة وما اطول الامل!
فكما ان بين الامس واليوم حجاباً رقيقاً لا يمنع من مرور الروح ونفوذه الى الامس والماضي، وان ذلك الحجاب بالنسبة الى الجسد مسافة سنة او الابد.. كذلك بين الملك والملكوت، والدنيا والآخرة حجاب رقيق شفاف لاهل القلب والروح، وغليظ كثيف غاية الكثافة لاهل النفس والهواء الجسماني.
وكما ان بين نهارك وليلك برزخاً لطيفاً هو جفنك فاذا فتحت عين نفسك زال ليلُك وانجلى نهارك. وان نسيت نفسك فعميت دام عليك ليلك سرمداً.. كذلك من نظر بحسابه تعالى الى الكائنات صار كلّ ما

لايوجد صوت