ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثانية | 308
(308-313)

القطعة الثانية
من ذرة

بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم! ان ناظم السموات والارض، ومكوّر الليل والنهار على جمجمة ارضنا ومهدنا كالعمامة المخططة.كيف يليق بالوهيته ان يفوض بعضَ صفحات العالم الى ممكن مسكين؟ وهل يمكن ان يتصرف بالذات في ما تحت العرش، غير رب العرش؟ كلاّ. اذ لا تتقاصر تلك القدرة عن الاحاطة. فلا فُرجةَ للغير للمداخلة، مع ان عزة الجبروت والاستقلالية ومحبة التودد والتعرّف لا تساعد(1) للغير - كائناً ما كان - ان يكون حجاباً وواسطة اسمية تجلب الى نفسه انظار عباد الله.
على ان التصرفات في الكل والجزء والنوع والفرد متداخلة متساندة لايمكن التفريق ولو بين فاعلين متفقين، اذ ناظم العالم في عين الوصف يدبر مهدنا، وفي عين الحال يربي الانسان، وفي عين الوقت يتصرف في شؤونات الانواع، وفي عين الآن يصنع حجيرات البدن، وفي عين الزمان يخلق الذرات بتلك القدرة المتوجهة الى جميع

----------------

(1) بمعنى لا تسمح.

لايوجد صوت