ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | رشحات | 29
(27-56)

كل دعوى من دعاويه خواتمَ جميع الكاملين؛ اذ بينما تراه قال: (لا إله إلاّ الله) وادعى التوحيد فاذا نسمع من الماضي والمستقبل من الصفّين النورانيين - اي شموسِ البشر ونجومِه القاعدين في دائرة الذكر - عينَ تلك الكلمة، فيكررونها، ويتفقون عليها، مع اختلاف مسالكهم وتباين مشاربهم. فكأنهم يقولون بالاجماع: (صَدَقْتَ وبالحَق نَطقتَ) .
ولاحدّ للوهم ان يَمُدّ يَده لردّ دعوىً تأيدتْ بشهاداتِ مَن لايحد من الشاهدين الذين تزكّيهم معجزاتُهم وكراماتُهم.
الرشحة الثانية:
اعلم! ان هذا البرهان النوراني الذي دل على التوحيد وأرشد البشر اليه، كما انه يتأيد بقوة ما في جناحَيه: نبوةً وولايةً من الاجماع والتواتر.. وكذا تصدّقه اشاراتُ الكتب السماوية من بشارات التوراة والانجيل والزبور وزُبُر الاولين.. وكذلك تصدّقه رموزات الارهاصات الكثيرة المشهودة.. وكذا تصدّقه بشارات الهواتف الشائعة المتعددة.. وكذا تصدّقه شهادات أهل الكهانة المنقولة بالتواتر.. وكذا تصدقه دلالات الف معجزات من امثال شق القمر ونبعان الماء من الاصابع كالكوثر، ومجئ الشجر بدعوته، ونزول المطر في آن دعائه، وشبع الكثير من طعامه القليل، وتكلم الضب والذئب والظبي والجمل والحجر الى الفٍ مما بيّنَه الرواةُ الثقاة والمحدّثون المحققون.. وكذا تصدّقه شريعته الجامعةُ لسعادات الدارين.
وقد سمعت ورأيت في الدروس السابقة شعاعاتٍ من شمس شريعته المفيضة للسعادات. فيكفيك إن لم يكن على عينك غين وفي قلبك رَين فلا نطوّل هنا.
الرشحة الثالثة:
اعلم! انه كما تصدّقه الدلائل الآفاقية، كذلك هو كالشمس يدل على ذاته بذاته، فتصدّقه الدلائل الأنفسية؛ اذ اجتماع اعالي جميع الاخلاق

لايوجد صوت