﴿وان من شئ الاّ يسبّح بحمده﴾
والصلاة والسلام على خير خلقه
ومن المعروض لدى ناظر آثار استاذنا بديع الزمان، الملهمة من فيوضات آيات القران، والمستفادة من اشارات تهدي اليها نكات بلاغة الفرقان التي لا تدركها الاّ من منّ عليه الملك المنان، بانكشاف اللطائف الامرية، وتوسيع الدائرة العقلية، مع صيقلة سائر مرآة الحواس والوجدان بان خلاصة ما لخصته من الاخلاص في حقها، ان كلاً منها حصن حصين في مقابلة اشرار اعداء الدين، بل سد صيني لا يؤثر فيه وساوس النفس، ودسائس الشيطان، وتلقينات عبدة الطبيعة، واباطيل افكار الفلاسفة الضالين.. وانه يجري من منابع مباحثها ماء حياة تنمو به العقدة الايمانية وتنطفئ منه الشرارات النفسانية، فلابد لكل طالب من السعي البليغ في مطالعتها كي تُحصِّن بما حصله من براهينها وتشفى بما ناله من ذوقياتها ودقائقها.. وان وجد تعسراً في فهم معانيها، فلا يكن سبباً لفتور السعي فيها، فان صداق الفوائد الجليلة انما هو المساعي الكثيرة، ولا يلومنّ مؤلفّها ايضاً، لان صعوبتها غير اختياري، لما فيها من مسائل موضوعاتها من الخوارق للعادات وقضايا ذوقية لايسعها ضيق العبارات وبراهين من نتائج بدهية عنده وعند الغير من النظريات، ومفهومات متناسبة ومتناسلة قد نصبت على بعضها نصب وترك في البعض الآخر الايات، لان بعد المسافة لا تكفيها رايات الجمل والكلمات وغير ذلك من الاسباب مثل بدائع التشبيهات وغرائب التمثيلات.
الحقير
محمد شفيق