ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 25
(1-85)

احساسي بمجئ المطر قبل اربع وعشرين ساعة بما في اعصابي من احساس بالرطوبة يمكن ان يعدّ من جهة احساساً مسبقاً ومن جهة اخرى لا يعدّ.
ولقد استقصيت نمط حياة اخوتي الذين لهم شأن في خدمة رسائل النور فشاهدت ان سير حياتهم - كما هي عندي - قد جُهّزت وسيقت لأجل انتاج عمل عظيم كالعمل لرسائل النور.
نعم، ان طراز الحياة السابقة من اخوتي "خسرو، فيضي، الحافظ علي، نظـيف" قد اعطيت لها اوضاعاً لتثمر هذه الخدمة النورية. وهم انفسهم يشعرون بها، مثلما ارى واخوتي الخواص جداً - هاهنا - أن حياتهم قد نظمت لتثمر مثل هذه الثمرة النورانية كما هي في طراز حياتي، فالذين لا يشعرون بها. اذا ما انعموا النظر سيشعرون بها.
ولقد كنت اعدّ قسم الخوارق التي ظهرت في عهد حياتي السابق، انها من سلسلة كرامات الشيخ الكيلاني. بينما تبيّن الآن انها كرامة من سلسلة كرامات رسائل النور، فمثلاً:
في اثناء مجيئى الى استانبول قبل عهد الحرية، اقتنيت بضعة كتب قيّمة تخص علم الكلام فقرأتها بدقة. وبعد مجيئى اليها دعوت العلماء ومدرسي المدارس الدينية الى المناقشة باعلاني "اسألوا ما شئتم". الاّ ان الشئ المحير ان المسائل التي طرحها القادمون كنت قد قرأت اجوبتها في طريقي الى استانبول او التي ظلت عالقة في ذهني.
وكذا الاسئلة التي طرحها الفلاسفة هي المسائل التي ظلت عالقة في ذهني.
والآن توضح الامر فادرك ان ذلك النجاح الباهر وذلك الاعلان واظهار الاعجاب والفضيلة التي تفوق حدي بكثير، انما كان لتهيئة الوسط الملائم لقبول رسائل النور لدى استانبول وعلمائها ومعرفة اهميتها.
كنت أرفض قبول أموال الناس وهداياهم منذ نعومة أظفاري. فما كنت أتنازل لإظهار حاجتي للآخرين رغم انني كنت فقير الحال وفي حاجة الى المال، وما كنت زاهداً ولا صوفياً ولا صاحب رياضة روحية، فضلاً عن انني ما كنت من ذوي الحسب والنسب والشهرة.
فازاء هذه الحالة كنت أحار من امري كما كان يحار من يعرفني من الأصدقاء. ولقد فهمت من قبل بضع سنين حكمتها، انها كانت لأجل عدم

لايوجد صوت