ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 26
(1-85)

الرضوخ للطمع والمال، ولأجل الحيلولة دون مجئ اعتراض على رسائل النور في مجاهداتها، فقد أنعم عليّ الباري عزوجل تلك الحالة الروحية.. والاّ كان أعدائي الرهيبين ينزلون بي ضربتهم القاضية من تلك الناحية.
ومثلاً: على الرغم من ان سعيداً القديم قد توغل كثيراً في الامور السياسية، وان سعيداً الجديد بحاجة الى من يسنده وينحاز اليه كثيراً، لم تشغله اعاصير السياسة اصلاً وقطعاً ولم تغلبه - بتحريك الفضول لديه - للاهتمام حتى بمعرفة هذا الطوفان البشري الجارف الذي اشغل البشرية قاطبة طوال خمس سنوات واكثر...
فقد كنت احار من هذه الحالة، كما ان الذين يعرفونني يحارون، حتى كنت اقول لنفسي: هل انا الذي جننت بحيث لا انظر ولا اهتم بهذه الحالة التي هزت الدنيا اجمع، ام الناس اصبحوا مجانين؟. كنت اقول هذا وأظل محتاراً ولكن قد تحقق الآن - باخطار معنوي وبالحس المسبق المذكور وبتغلب رسائل النور واطلاق حريتها - ان تلك الحالة الروحية العجيبة، قد منُحت لاجل اثبات ان حقيقة الاخلاص التي تتحلى بها رسائل النور لايمكن ان تكون تابعة لأي شئ سوى مرضاة الله سبحانه وتعالى ولا ركيزة لها سوى القرآن الكريم.
سعيد النورسي

[ما يستحق الفضول والاهتمام]
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
ذكر في المسألة الرابعة من رسالة " الثمرة" ما ملخصه الآتي:
ان سبب عدم تدخلي في الشؤون السياسية الدائرة في الارض، هو ان وظيفة الانسان ومهمته في تلك الدائرة الواسعة قليلة وصغيرة الاّ انها تثير الفضول لدى المهتمين بها والمتلهفين الى تتبع الاحداث. حتى ان الاهتمام بتلك الوظائف الثانوية تنسيهم وظائفهم الحقيقية الجليلة او تدعها ناقصة مبتورة، فضلاً عن انها تورث الانحياز والميل الى احدى الجهات، وعندها لا يجد المرء بأساً من ظلم الظالمين في الجهة التي انحاز اليها بل قد يرتاح اليه. فيكون عندئذٍ مشاركاً لهم في الاثم.

لايوجد صوت