ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 23
(1-85)

"نورس" وفي ناحيتنا "خيزان". كنت ارغب ان ابوح بهذا السر الى كل من "شفيق" و"عبدالمجيد" من اخوتي وطلابي القدامى، والآن ابينه لكم لما وهب الله سبحانه وتعالى لكم كثيراً من امثال عبدالمجيد وعبدالرحمن..
كنت احمل حالة روحية تتسم بالفخر والاعتزاز، يوم كنت في العاشرة من عمري، بل حتى احياناً بصورة حب للمدح والثناء. فكنت اتقلد طور بطل عظيم ورائد كبير وصاحب عمل عظيم خلاف رغبتي. فكنت اقول لنفسي:
ما هذا الظهور والاختيال ولاسيما في الشجاعة، وانت لا تساوي شروى نقير؟ فكنت حائراً وجاهلاً بالجواب.
ولكن منذ شهرين، اجيبت تلك الحيرة، بأن رسائل النور كانت تُشعر بنفسها بحس مسبَق. اما انت فلست الاّ بذرة صغيرة لا تساوي شيئاً ولكن لإحساسك قبل الوقوع تعدّ تلك العناقيد الفردوسية "رسائل النور" كأنها ملكك، فتزهو وتتباهى.
أما قريتنا "نورس" فان اهلها وطلابي القدامي يعرفون: ان اهالينا كانوا يحبون المدح والثناء عليهم كثيراً لإظهارهم أنهم السابقون في الشجاعة والإقدام. فيرغبون تقلّد طور البطولة وكأنهم قد فتحوا مملكة كبيرة.
فكنت اعجب من نفسي ومن طورها هذا. والآن عرفت السر بإخطار حقيقي:
ان اولئك النورسيين، يتباهون لان قريتهم "نورس" ستكسب فخراً عظيماً بنور رسائل النور. حتى ان الذين لم يسمعوا باسم الولاية والناحية سيعرفون تلك القرية باهتمام بالغ.
فهؤلاء النورسيون يظهرون شكرانهم - بحس مسبق - لتلك النعمة الالهية على صورة زهو وتباهٍ.
نعم انه عندما كان جميع كردستان يتخذ وضع المفتخر المختال بغزارة الطلاب والائمة والعلماء المتخرجين بهمة وجهود "الشيخ عبدالرحمن طاغي" الشهير والملقب بـ"سيدا" في ناحيتنا "اسثاريت" التابعة لقضاء "خيزان" كنت اشعر بينهم ايضاً ضمن تلك المناظرات العالىة والهمة العالىة والدائرة الواسعة العلمية والصوفية، كأن اولئك العلماء سيفتحون الارض كلها. فكنت استمع - وانا لم اتجاوز العاشرة من عمري - مناقب العلماء القدامى المشهورين والاولياء العظام والسادة الاقطاب، ويرد الى قلبي: ان هؤلاء الطلاب العلماء

لايوجد صوت