ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 41
(1-85)

ومن هنا نرى لماذا لا يسأل طلاب النور الكرامات والكشفيات لشخصهم ولماذا لا يلهثون وراء تلك الامور، وكيف ان هذا الطور هو الألزم لهم والأوجب عليهم.
ثم ان في مسلك رسائل النور لا تعطى الأهمية للشخص حيث يكتفي الجميع بما نالت رسائل النور -من حيث المشاركة المعنوية والفناء في الاخوان- من آلاف الكرامات العلمية ومن يسر في نشر الحقائق الايمانية، وبما يجد اولئك الطلاب من بركة في معايشهم.. وامثالها من الإكرامات الإلهية.. لذا لا يفتشون عن كمالات وكرامات اخرى شخصية.
رابعاً: من المعلوم أن مئات من رياض الدنيا لا توازي شجرة من أشجار الجنة، وذلك لأن الأولى فانية والثانية خالدة.
وأن أحاسيس الانسان المادية وهي أحاسيس مطموسة تعجبها اللذة العاجلة، فتفضّل ثمرة حاضرة على روضة آجلة من رياض الجنة الباقية، لهذا لايسأل طلاب النور الاذواق الروحانية والكشفيات المعنوية في الدنيا. فلا تستغل النفس الامارة هذه الحالة الفطرية في الانسان.
وشبيه بحالة طلاب النور هذه ما يحكى:
أن وطأة العيش قد اشتدت على رجل صالح من الأولياء وعلى زوجته التقية الورعة وكان لهما مقام عند الله. ولكن شدة ما ألم بهما من الضرورة ألجأت الزوجة الصالحة ان تقول لزوجها:
- ان حاجتنا لشديدة!
واذا بهما يريان لبنة من ذهب خالص أمامهما.
فقال الزوج لزوجته:
- هذه لبنة قد أرسلت الينا من قصرنا في الجنة.
فانبرت له زوجته الصالحة قائلة:
- مع ان الفاقة قد انهكتنا ونعاني من شظف العيش ما ترى ولنا في الجنة كثير من مثل هذه اللبنة، ولكن اخشى ان نضيع لبنة الجنة في دنيا فانية. فأرجو يا زوجي العزيز ان تتضرع الى المولى الكريم ليعيد اللبنة الى موضعها في الجنة، فنحن في غنى عنها. وإذا بهما يريان كشفاً عودة اللبنة الى موضعها.
هكذا تروى الحادثة.

لايوجد صوت