على أتم وجه. فلئن نقص "سعيد" واحد فيما بينكم، فان مئات السعيدين المعنويين -أي الرسائل- وألوف السعيدين الماديين -أي طلاب النور- يستطيعون القيام بتلك المهمة خير قيام. وهم فعلاً يقومون بها.
وبناءً على هذه الحقيقة، لا تهتموا كثيراً بشخصي ولا بالحوادث التي تجري عليّ، بل اسألوا الله سبحانه، وادعوه متضرعين اليه ان يثبتنا على الاخلاص.
وعاونوني يا اخوتي بدعواتكم - التي لا ريب في استجابتها - لما ألمّ بي من شيخوخة ومن آلام كثيرة.
[الفلسفة التي تهاجمها الرسائل]
باسمه سبحانه
﴿وان من شىءٍ الاّ يُسبّح بحمده﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابداً دائماً
اخوتي الاعزاء الصديقين!
نظراً لشروع رسائل النور بالانتشار بآلة "الرونيو" والتفاف الكثيرين من الطلاب والمدرسين الذين يقرأون الفلسفة الحديثة في المدارس حول رسائل النور، لزم بيان الحقيقة الآتية:
ان الفلسفة التي تهاجمها رسائل النور وتصفعها بصفعاتها القوية، هي الفلسفة المضرة وحدها، وليست الفلسفة على اطلاقها، ذلك لأن قسم الحكمة من الفلسفة التي تخدم الحياة الاجتماعية البشرية، وتعين الاخلاق والمثل الانسانية، وتمهّد السبل للرقي الصناعي، هي في وفاق ومصالحة مع القرآن الكريم، بل هي خادمة لحكمة القرآن، ولا تعارضها، ولا يسعها ذلك؛ لذا لا تتصدى رسائل النور لهذا القسم من الفلسفة.
اما القسم الثاني من الفلسفة، فكما اصبح وسيلة للتردي في الضلالة والإلحاد والسقوط في هاوية المستنقع الآسن للفلسفة الطبيعية، فانه يسوق الانسان الى الغفلة والضلالة بالسفاهة واللهو. وحيث أنه يعارض بخوارقه التي هي كالسحر الحقائق المعجزة للقرآن الكريم، فان رسائل النور تتصدى لهذا القسم الضال من الفلسفة في اغلب اجزائها وذلك بنصبها موازين دقيقة ،