ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 56
(1-85)

لايمان هذه الأمة وسعياً لإكسابهم السعادة الأبدية، ذلك ما تعلمناه من دروس القرآن الكريم.
ثانياً: تكتب اليّ -يا أخي- عن الأهانة التي أقابل بها بدلاً من الاحترام والتقدير وتقول: "لو كنتَ في مصر أو أمريكا لكنتَ تُذكر في التاريخ باعجاب وفخر".
أخي العزيز الفطن!
نحن نهرب هروباًً من احترام الناس ايانا وتوقيرهم لنا وحسن ظنهم بنا واكرامهم لنا واعجابهم بنا، وذلك بمقتضى مسلكنا.
فاللهاث وراء الشهرة التي هي رياء عجيب، ودخول التاريخ بفخر وبهاء، وهو عُجب ذو فتنة، وحب الظهور وكسب اعجاب الناس.. كل ذلك مناف ومخالف للاخلاص الذي هو أساس من اسس مسلك النور وطريقه.
فنحن نجفل ونهرب مذعورين من هذه الامور باعتبارنا الشخصي؛ ناهيك عن الرغبة فيها.
ولكننا نرجو من رحمة الله الواسعة اظهار رسائل النور النابعة من فيض القرآن الكريم، والتي هي لمعات اعجازه المعنوي، ومفسرة حقائقه وكشافة اسراره.. فنرجو من رحمته تعالى الاعلان عن هذه الرسائل والرواج لها وشعور الناس بحاجتهم اليها واظهار قيمتها الرفيعة جداً، وتقدير الناس لها واعجابهم بها، وتبيان كراماتها المعنوية الظاهرة جداً واظهار غلبتها على الزندقة بجميع انواعها بسر الايمان، فنحن نريد اعلام هذه الأمور وافهام الناس بها واظهار تلك المزايا، ونرجو ذلك من رحمته تعالى.

[ذكرى وعبرة]
في هذه الأوقات التي نجد فيها الضيق والعنت، تزعجني نفسي الجزعة الفارغة من الصبر، فاسكتتها هذه الفقرة، والزمتها الحجة، ودفعتها الى الشكر لله.
أقدم هذه الفقرة الموضوعة فوق رأسي طي رسالتي هذه لعلها تفيدكم أيضاً.
1- يا نفسي! لقد أخذت نصيبك من الأذواق -في غضون ثلاث وسبعين سنة- اكثر مما أخذها تسعون بالمئة من الناس. فلم يبق لكِ بغية فيها.

لايوجد صوت