ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 57
(1-85)

- انتِ ترومين دوام الأذواق وبقاءها وهي فانية آنية، لذا تبكين عشر ساعات عن ضحك دام دقيقة واحدة.
3- ان المظالم التي أتت عليك، والمصائب التي نزلت بك، تنطوي على عدالة القدر. فيظلمونك لما لم ترتكبيه، بينما القدر يؤدبك بيد تلك المصيبة - بناء على أخطاء خفية - ويكفّر عن خطاياك.
4- يا نفسي الجزعة! لقد اقتنعت قناعة تامة - بمئات من تجاربك - ان المصائب الظاهرية ونتائجها تنشق عن ثمرات عناية إلهية في منتهى اللذة. فالآية الكريمة:﴿وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم﴾ (البقرة: 216) تلقن درس حقيقة يقينية. تذكّري دائماً هذا الدرس القرآني. ثم ان الناموس الالهي الذي يدير عجلة الكون، ذلك القانون القدري الواسع العظيم لا يبدّل لأجلك.
5- اتخذي هذا الدستور السامي دليلاً "من آمن بالقدر أمِنَ من الكدر". لا تلهثي وراء لذائذ موقتة تافهة كالطفل الغرير. فكري دوماً ان الأذواق الفانية تورث فيك حسرات وآلاماً معنوية، بينما الآلام والمشقات تورث لذائذ معنوية وأثوبة أخروية. فان لم تكوني بلهاء يمكنك ان تتحري عن الاذواق الموقتة للشكر وحده، وما اُعطيت اللذات الاّ للشكر.
سعيد النورسي

[حوار مع النفس]
اخواني الأوفياء الصادقين الاعزاء!
اولاً: لقد خطر على بالي ان اكتب لكم، لأطلعكم على ما جرى من مناظرة خاصة مع نفسي ، وهي الآتية:
ان اللوحة المعلقة فوق رأسي -المعروفة لديكم- تخرس نفسي الأمارة وتلزمها الحجة تماماً، ولكني -في هذه الليلة- تعرضت لهجوم شنته دوافع مشاعري واحاسيسي العمياء التي تستعمل سلاح النفس الامارة بالسوء باصرار أكثر، فأثرت تأثيراً بالغاً في عروقي واعصابي، وأنا أعاني من حالة عجيبة تولدت من آلام الأمراض وتألمات التسمم والاسقام ورهافة الحس، فضلاً عن القاءات

لايوجد صوت