ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 51
(1-85)

[تأويل حديث شريف]
تبدو لي حقيقة ايمانية في غاية الأهمية اكثر من مئة مرة. وحيث ان زمن تأليف الرسائل قد انتهى، فمهما حاولت اقتناص تلك الحقيقة الجليلة لم اتمكن، فانتظرت كي استشعرها واتمكن من ان اعبرها بوضوح، ولكن لم اوفق، والآن سابحث عن تلك الحقيقة الواسعة جداً والطويلة جداً باشارة قصيرة جداً وفي منتهى الاختصار.
ان الحديث الشريف (ان الله خلق آدم على صورة الرحمن)(1) هو من جوامع الكلم ومن الاحاديث المتشابهة كذلك. وقد ظهرت لقلبي نكتته الكلية العظيمة جداً اثناء قراءتي خلاصة الخلاصة والجوشن الكبير. وانا لأجل الاّ تفلت مني تلك النكتة الجميلة جداً والعجيبة جداً وضعت اشارات على صورة "شفرات" فى خلاصة الخلاصة بين المرتبة السابعة عشرة - وهي شهادة لسان القرآن - والمرتبة الثامنة عشرة وهي شهادة الكون.وقد وضعت الاشارات ذات الشفرة كالآتي:
لا اله الاّ الواجب الوجود الواحد الاحد بلسان الحقيقة الانسانية.. الخ.
وساوضح هذه الشفرة القصيرة في منتهى الاختصار. واجلعوها حاشية لخلاصة الخلاصة.
نعم، ان الكون العظيم يكون امامي بمثابة حلقة ذكر في اثناء قراءتي لخلاصة الخلاصة، ولكن لان لسان كل نوع من الانواع واسع جداً، يتحرك العقل عن طريق الفكر كثيراً كي يذعن بالاسماء الالهية وصفاتها بعلم اليقين، وبعد ذلك يتمكن أن يبصر ذلك بوضوح. وعندما ينظر الى الحقيقة الانسانية، في ذلك المقياس الجامع، في تلك الخريطة المصغرة، وفي ذلك النموذج الصادق، وفي ذلك الميزان الصغير، وفي ذلك الشعور بالانانية، فانه يصدق تلك الاسماء والصفات بإيمان واطمئنان ووجدان جازم شهودي واذعاني وبسهولة ويسر وبمرآته الحاضرة التي بقربه دونما حاجة الى سياحة فكرية، فيكسب الايمان التحقيقي ويدرك المعنى الحقيقي للحديث الشريف: (ان الله خلق الانسان على صورة

---------------------------------------------------------------------------------------------

(1) "خلق الله عز وجل آدم على صورته..."حديث صحيح اخرجه البخاري برقم 6227 ومسلم برقم 2841 واحمد 2 / 315 وابن خزيمة في التوحيد ص29 . أما حديث "ان الله خلق آدم على صورة الرحمن" فقد عزاه الحافظ في الفتح 5 / 183 لابن ابي عاصم في السنة والطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقال الحافظ باسناد رجاله ثقات.

لايوجد صوت