ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 75
(1-85)

جاءني عدد من الأطباء من أركان طلاب النور، حينما اشتدت وطأة المرض عليّ. الاّ انني لم افاتح اولئك الصادقين المخلصين حول مرضي الشديد، ولم اتناول علاجاتهم، بل لم اشاورهم أصلاً في شؤون الأمراض التي المّت بي رغم ان الآلام كانت تعصرني وانا في أمسّ الحاجة اليهم.
فلما رأوني لا أدير الحديث حول المرض قطعاً، اعتراهم قلق واضطراب. لذا اضطررت الى بيان حقيقة ذات حكمة. وارسلها اليكم علّها تفيدكم أيضاً.
قلت لهم: ان اعدائي المتسترين، ونفسي الأمارة بالسوء، ينقبان معاً -بايحاء من الشيطان- عن طبع ضعيف عندي وعرق واهٍ في خلقي، ليستحوذوا عليه، ويُخلّوا به بخدمتي الايمانية المخلصة ويعرقلوا نشر الأنوار.
حقاً! ان أضعف جانب عند الانسان، واخطر مانع للعمل، انما هو المرض، لانه اذا اهتم المريض بمرضه كثيراً اشتدت احاسيس الجسد عليه وسيطرت حتى يجد نفسه مضطراً.. فتُسكت الروحَ والقلب عندئدٍٍَ وتجعل الطبيب كأنه حاكم مستبد، تلجؤه الى اطاعة توصياته وعلاجاته.
وهذا هو الذي يخلّ بخدمة الايمان المتسمة بالتضحية والفداء والاخلاص التام.
ولقد حاول اعدائي المتسترون استغلال هذا الجانب الضعيف عندي وما زالوا كذلك يحاولون، كما حاولوا استغلال طبع الخوف والطمع والشهرة الاّ انهم لم ينالوا شيئاً من هذه النواحي، فادركوا اننا لا نعبأ بشئ من أحكامهم حتى باعداماتهم.
ثم ان هناك خُلقاً ضعيفاً وعرقاً واهياً لدى الانسان، وهما الاهتمام بهموم العيش والطمع، فقد بحثوا عنهما كثيراً للاستفادة منهما، ولكن لم يجنوا شيئاً بفضل الله من ذلك الجانب الضعيف، حتى خلصوا الى ان متاع الدنيا الذي يضحون في سبيله بمقدساتهم، تافه لا يساوي شيئاً عندنا. وقد تحقق ذلك عندهم بحوادث كثيرة، حتى انه خلال هذه السنين العشر الماضية استفسروا اكثر من مئة مرة استفساراً رسمياً من الادارات المحلية: بِمَ يعيش؟.
ثم ان طلب الشهرة والتطلع الى المراتب، عرق ضعيف في الانسان وجانب واهٍ فيه، فقد أمرت -السلطات- ان يُستغل ذلك العرق الضعيف عندي، فقاموا بالاهانات والتحقير والتعذيب المؤلم الجارح للشعور. ولكنهم -بفضل الله- لم يوفقوا الى شئ، وادركوا ادراكاً قاطعاً ان ما يتطلعون اليه -لحد العبادة- من الشهرة الدنيوية نفهمها رياءً واعجاباً بالنفس مضرّاً بالانسان. وان

لايوجد صوت