ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 28
(1-86)

يسترونها تحت ستار الالفة والعادة والقانون والاطراد، ويضعون عليها اسماً اعتياديا يخدعون به انفسهم موقتا.
فمثلا: مثلما ذُكر في حاشية ذيل الكلمة الرابعة عشرة، انه:
اذا صنع صنّاع ماهر مئة اوقية من مختلف الاطعمة، ومئة ذراع من مختلف الاقمشة، من قطعة تافهة لا تتجاوز قلامة اظفر. ثم قال احدهم: ان هذه الاعمال قد نتجت من تلك القطعة الخشبية التافهة، مصادفة، وبامور طبيعية تهويناً من قيمة خوارق صنعة ذلك الصناع الماهر.. كم يكون كلامه هذا هذيانا، وخرافة خرقاء وضلالة بعيدة!.
كذلك الامر في شجرة الصنوبر او التين، وامثالها من الوف بدائع صنع الله الحاوية على معجزات قدرته سبحانه، فتراهم يبرزون حبة البذرة قائلين ان هذه الاشجار الضخمة قد نشأت من هذه البذور.
وكذلك الامر في هذا الجهاز الذي جعل الهواء المحيط بالكرة الارضية ميدان محاضرة، وحوّل سطح الارض الى مدرسة وملتقى دروس المعرفة والعرفان. ويتضمن نعماً لا حد لها، ينبغي الشكر غير المحدود عليها. وهو انموذج معجل لإحسانات إلهية، تنعم على البشر في حياته الاخروية الابدية، وهو دليل لا ريب فيه وهدية رحمانية تغدق مباشرة من خزينة الرحمة الإلهية. فاطلاق اسم "الراديو" على هذه الهدية المهداة، واطلاق اسم الكهرباء وموجات الهواء.. انما هو اسدال ستار الكفران على تلك النعم الالهية التي تربو على مئات الالوف - كما هو في المثال السابق - بل هو بلاهة لا منتهى لها يقترفها الماديون والضالون، بحيث تفضي بهم الى جناية غير متناهية، تعرضهم الى عقاب غير متناه يستحقونه.
فيا اخوتي:
لقد قرأت هذا اليوم -بنية التصحيح- رسالة "المناجاة" التي هي في مستهل مجموعة "سراج النور" ولكن لما كانت قوة حافظتي قد وهنت وضعفت نهائيا، فقد رأيتني كأنني اتيت حديثا الى الدنيا تجاه تلك الحقائق في "المناجاة" رغم اني في الثمانين من العمر، فلم تعد تلك العادات المعروفة ستارا وحجابا امام تأملي، لذا قرأت تلك "المناجاة" بشوق كامل، واستفدت منها استفادة عظيمة بفضل الله. ووجدتها خارقة حقا وعلمت ان اعداءنا المتسترين يغررون ببعض الموظفين الرسميين في سبيل مصادرة "سراج النور"، محتجين بما في آخره -من بحث الدجال- الا ان قناعتي ان سبب ذلك هو رسالة "المناجاة" التي في مستهلها، كما كان سبب هجوم الملحدين على "مرشد الشباب" بحث (نكتة توحيدية في لفظ "هو").

لايوجد صوت