ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 30
(1-86)

بمعنى ان اصغر موجود جزئي يصبح اكبر كلي!
ثم ان هذا الهواء القليل جدا ينجز من الوظائف بقدر ما ينجزه الهواء المحيط بالكرة الارضية، اي يكبر اصغر جزئي بكبر الكرة الهوائية المحيطة.
فلو لم يسند هذا الامر الى تجلي القدرة الالهية لنتجت خرافة عجيبة تحمل من المتناقضات ما لا يسعه خيال، اذ ان انقلاب الشئ الى ضده محال، فكيف يصبح هذا الجزئي الذي هو صغير بالوف الدرجات، كليا بألوف المرات؟
وكيف يصبح هذا الجامد العاجز الذي لا يشعر بشئ مقتدرا وذا شعور وادراك وإرادة؟
فهذه خرافة تحمل مئات الخرافات والمتناقضات التي لا مثيل لها.
بمعنى ان الامر انما هو بتجلي القدرة الالهية بالبداهة. والذي يمثل ذلك التجلي الواسع في الهواء عامة يبينه معنى الحديث الشريف: "ان لله ملكا، له اربعون الف رأس، في كل رأس اربعون الف لسان، يسبح اربعين الف تسبيحة بكل لسان". بمعنى انه يسبح اربعا و ستين تريلون تسبيحة في اللحظة نفسها.
أي ان الهواء المحيط بالارض كهذا الملك . اي يكتب على صحيفة الهواء كل كلمة طيبة بعدد تسبيحات هذا الملك.
يقول الهواء المحيط: ان هذا الحديث ينبئ عني وعن الملك الذي يشرف على اعمالي، لانه ضمن كلمات الانسان كلها والاصوات الاخرى التي لا تحد، ترد هذه الكلمات الطيبة بحروفها دون اي التباس مع انها تختلط مع بعضها، وبنبرات المتكلم بها، وبصوته المتميز، فليس في الامكان قطعا احالة هذا العمل الذي يتم بشعور كلي كامل -هو وظيفة ذرة واحدة مني- اليّ ولا الى اي سبب من الاسباب.
اي انه تجلي القدرة الازلية التي تضم ارادة شاملة كل شئ وعلما محيطا بكل شئ ليس الا، ذلك التجلي العام الشامل لكل شئ، الحاضر والناظر بتجلي الاحدية في كل مكان.
والشاهد على هذا يربو على الملايين، احد اولئك الشهود: الراديو.
ان مضمون ما جاء في الكلمة الثانية عشرة، لدى المقارنة بين حكمة القرآن وفلسفة الانسان هو الآتي:
ان الفلسفة التي توصل اليها الانسان تحجب معجزات القدرة الالهية وخوارق رحمته تعالى بستار العاديات، فلا ترى دلائل الوحدانية المضمرة تحت

لايوجد صوت