الاول: لقد حصل حسن ظن مفرط لدى الاصدقاء - كما يحصل في الولاية - بما يفوق حدي بكثير.
الثاني: حصل ظن وشبهة بما هو خارج طوقي بألف مرة لدى المعارضين واهل الفلسفة، اذ ظنوا وجود دهاء خارق جدا، بل حتى تولد لدى البعض منهم توهم وجود سحر قوي.
ولقد سئلت في اماكن كثيرة اسئلة تدور حول هذا المعنى، وطلبوا مني جلية الامر ماديا ومعنويا.
وانا بدوري اضطررت الى بيان حقيقة ذات مقدمات كثيرة لورود ذلك الخاطر في هذه الليلة.
المقدمة الاولى: ان بذرة شجرة الصنوبر التي هي بحجم حبة الحنطة تكون منشأ لشجرة صنوبر ضخمة. فالقدرة الالهية تخلق تلك الشجرة العجيبة من تلك البذرة، وقد لا توجد للبذرة الا حصة واحدة من مليون حصة من الخلق،حيث سطر فيها قلم القدر فهرسا معنويا لتلك الشجرة. فلو لم يسند الامر الى القدرة الالهية للزم وجود مصانع تسع مدينة كاملة كي تتكون تلك الشجرة العجيبة باغصانها المتشعبة.
وهكذا فان احدى دلائل عظمة الله وقدرته سبحانه هو انه يخلق من شئ صغير جدا كالذرة، اشياء عظيمة عظمة الجبال.
وهكذا بمثل هذا المثال اُعلن باقتناع تام وبخالص نيتي ولا اتكلف التواضع ونكران الذات فاقول:
ان خدماتي واحداث حياتي قد اصبحت في حكم بذرة، لكي تكون مبدأ لخدمة ايمانية جليلة، قد منحت العناية الالهية منها في هذا الزمان شجرة مثمرة برسائل النور النابعة من القرآن الكريم.
فاقسم لكم لتطمئنوا فاقول:
انني ما كنت اجد في نفسي قابلية ولا مزية ولا اهلية فائقة لتلك الخوارق التي مرت في حياتي، لذا كنت اتقلب في حيرة. بل ما اجد في نفسي كفاءة لتدبير امورها وارتباطها بعلاقات بالمجتمع فكيف لها بدهاء خارق وولاية خارقة!