ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 34
(1-86)

نعم لقد أظهرت حالات جلبت الانظار اليّ، ولكنها كانت خارجة عن ارادتي واختياري، حتى بدت كأنها نوع من جلب الاعجاب، وما كانت الا من قبيل عدم تكذيب حسن الظن الذي كان يحمله الناس نحوي.
ولكن لما كنت اجهل الحكمة في عدم كوني في الحقيقة على ما يظنه الناس بي، ولا افيد شيئا للدنيا، وها قد اصبحت موضع توجه الناس بما يفوقني بألف مرتبة ومرتبة، لذا كنت اتلقى هذا الامر باعتباره خلافاً للحقيقة كليا.
ولكن بفضل الله وكرمه، والف حمد وشكر له، اذ قد انعم علي فهم شئ من حكمة ذلك الامر، في اواخر ايامي بعد قضاء ما يقرب من ثمانين سنة من العمر.
وسأشير الى شئ منها. وها انا ابين قسما من عديد نماذجها:
المثال الاول:
انه حسب الطرق المتبعة في المدارس الدينية ينبغي دراسة العلوم الشرعية مدة خمس عشرة سنة - في الاقل - كي تحرز الحقائق الدينية والعلوم الاسلامية.
ففي ذلك الوقت لم يبد على سعيد ذكاء خارق او قوة معنوية وحدها بل ظهرت ايضاً حالة عجيبة كانت خارجة عن نطاق استعداده وقابلياته كلها، بحيث انه بعد اطلاعه على مبادى الصرف والنحو خلال سنة او سنتين، ظهرت عليه الحالة العجيبة، فكأنه اكمل قراءة ما يقرب من خمسين كتابا خلال ثلاثة اشهر، وقد استوعبها واجيز عليها وتسلم الشهادة باكمالها.
هذه الحالة اظهرت بعد ستين سنة بوضوح: ان تفسيراً للقرآن الكريم سيظهر ويناول القارئ في فترة قصيرة لا تتجاوز أربعة اشهر، العلوم الايمانية وان ذلك الضعيف "سعيد" سيكون عاملا له وفي خدمته.
ومن جراء ذلك الوضع تخطر على البال معان كأنها اشارات غيبية بأنه سيأتي زمان تضمحل فيه المدارس الدينية، لا يمكن نيل العلوم الاسلامية في خمس عشرة سنة بل حتى في سنة واحدة.
الانموذج الثاني:
ان مناظرة "سعيد" في ذلك الزمن البعيد علماء اجلاء وهو بعدُ في فترة الصبا، واجابته عن اسئلتهم - من دون ان يسأل أحدا - اجابة صائبة رغم كونها في اعقد المسائل، هذه الحالة التي ظهرت، اعترف اعترافا قاطعا، واعتقد جازما انها ليست ناشئة من حدة ذكائي، ولا من خارق استعدادي قط. فانا

لايوجد صوت