ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 35
(1-86)

الذي كنت صبيا صغيرا، مبتلى بامور كثيرة ، مبتدءا بعد في العلوم، سارح الفكر، ومثيرا للمناقشات، فما كان في طوقي قطعا اجابة اسئلة علماء افذاذ. بل كنت اغلب في مناقشات صغار العلماء وصغار طلاب العلم، لذا فانا على اقتناع تام بأن اجاباتي الصائبة تلك، ليست ناشئة من استعدادي ولا من ذكائي.
فلقد كنت طوال السنوات السبعين الماضية في حيرة من هذا الامر، ولكن الآن بفضل الله واحسانه فهمت حكمة منها وهي:
ستمنح علوم المدارس الدينية التي هي بمثابة بذرة تلك العلوم شجرة طيبة وسيكون لخادم تلك الشجرة حساد ومعارضون كثيرون.
وهكذا فان قيام اصحاب المشارب والمسالك المختلفة بين المسلمين في هذا الزمان بانتقاد عمل خدام تلك الشجرة، شجرة النور، ولاسيما من علماء الدين سواء بسبب المنافسة او بسبب اختلاف المشارب. فضلا عما يثير رسائل النور كثيرا من عرق علماء الدين. كما كان دأب اهل السنة والمعتزلة سابقًا في دحض بعضهم بعضًا ونشر مؤلفات في تفنيد آراء الآخرين والظهور عليهم.. اقول بينما كان الامر لابد ان يؤول الى هذا الا ان الله سبحانه اراد ان يجري الامر على خلاف تلك العادة المتبعة منذ القدم.
فألف شكر وشكر لله سبحانه.
وانا على اعتقاد جازم ان سبب عدم تأليفهم اي كتاب لنقد رسائل النور او الاعتراض عليها انما هو:
اجابة سعيد الصغير اجابة صائبة لعلماء عظام، في ذلك الوقت. اذ تلك الاجابات السديدة قد فتت في عضد شجاعتهم وجرأتهم، حتى انهم لم يتصدوا لرسائل النور ولم يعارضوها رغم مخالفتهم لها مشربا، ورغم ما يحملون من روح المنافسة والغيرة العلميتين.
لذا اقتنعت اقتناعا تاما ان هذه هي حكمة واحدة لعدم قيام العلماء بالاعتراض على الرسائل. اذ لو بدأ الاعتراض لكان اعداؤنا المتسترون والملحدون ومن يوالونهم يتخذون ذلك الاعتراض ذريعة مهمة جداً لتهوين شأن رسائل النور وعلماء الدين معا. فالحمد لله حمداً لا حد له، لم يقاوم رسائل النور حتى اولئك العلماء الرسميون الذين تعرضت لهم الرسائل كثيرا.
الانموذج الثالث:

لايوجد صوت